شوف تشوف

الرأي

انكسار المركب

أبي أقعده المرض، يخضع كل أسبوعين لحصتي غسيل كلوي. لم تسعفنا الجمعيات بعون مادي، ولا حتى الشهادة التي حصلت عليها. اسمي كوثر، أبلغ من العمر 31 سنة، خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، معطلة، مطلقة، وأم لوليد.
حياتي بئيسة للغاية لولا أن الله تعالى يحيطني بحبه وكرمه لجننت وأنا وسط أكوام البشر غير المخيرين في قدومهم. عملت في كل شيء لأنهي تعليمي، إلا في الدعارة، لكنني كنت أحتال ومجموعة من صديقاتي الفقيرات جدا على وفود الخليجين والغربيين الذين يأتون لبلادنا الكريمة من أجل السياحة. تزوجت بسن مبكرة جدا، الحب وطيش المراهقة أعمياني، ارتبطت بعد نشرة تحذير لوالدي بأني سأقتل نفسي إن لم يوافقوا على تزويجي بزميلي في الدراسة، ولولا ذلك لما فعلوا خصوصا عندما بدأ بطني يكبر. زميلي في الدراسة لم يكن له عمل نعيش منه، كل ما كان يفعله عدا الدراسة مساعدة والده بمحل الخياطة، في ما بعد ترك الثانوية ليشتغل نادلا بمقهى.. لم أترك صفوف الدراسة بل كنت ملحة على المتابعة، كانت والدته ترفض أن أدرس وكانت أخته تجز شعرها كالخراف كلما فكرت في متابعة الدراسة، لم أكن أعبأ فقد أتممتها حتى حصلت على الإجازة. تغير تعامل زوجي بعد قدوم الوليد، أصبح يكثر من السهر خارجا، لا ينفق على ابنه، وينتظر مني أن أخرج للعمل، بل أكثر من هذا أصبح يمارس فعل الخيانة، وهي الجرم الوحيد الذي لا يمكن لامرأة أن تتقبله.. بدأت أتجسس على مكالماته، وأتتبع خطواته خارج البيت، حاولت تغييره وجذبه لصفي، لكن كيف يمكن أن أفلح وأسرة بكاملها تقف أمامي؟ حتى والدي ضد بقائي في دائرة هذا الزواج.
بدأت فكرة الطلاق تراودني، كنت أعلم أنها أبغض الحلال عند الله لكن لن تكون أبغض من معاملته لي. لم أعد بالنسبة له أكثر من خادمة، تربي وتكنس وتنظف وتطهو وتدفئ فراشه ليلا إن لم يجد من تفعل ذلك خارج البيت. وجع مر ذلك الذي يغتالني كل يوم. لا زلت في مقتبل العمر وأعاني من مرارة أن تختطف أخريات زوجي. لا أدري كيف تستطيع نسوة تدمير بيوت هي في الأصل ليست متينة الأساس؟ نخسر كل شيء في وقت نحسب معه أننا ربحنا جوهر السعادة، عندما نمسكها نتحسس كنهها فنجدها وهما لطيفا من الصعب الإمساك به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى