النعمان اليعلاوي
أثار موضوع تأخر إطلاق مشاريع مدن المهن والكفاءات بعدد من المدن المغربية جدلا واسعا داخل البرلمان، فبعدما كان مقررا أن تستقبل أول فوج من المتدربين والمتدربات، ابتداء من العام 2022، وصل الموسم التكويني الحالي إلى نهايته، دون أن تفتح مدينة المهن والكفاءات بمدينة طنجة أبوابها كما كان مقررا، وذلك بسبب إخلال الشركة المكلفة بالمشروع بالتزاماتها، في الوقت الذي كان مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل قد حدد مدة إنجاز أشغال المشروع، التي انطلقت في غشت 2020، في 12 شهرا، بغلاف مالي قيمته 480 مليون درهم.
وبحسب يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، فإن تأخر تدشين المشروع إلى جانب ثلاثة مشاريع مماثلة تعثرت أشغال إنجازها، راجع إلى «الارتفاع الصاروخي للأسعار الذي تسبب في عجز الشركات المكلفة بإنجاز أشغال البناء عن الوفاء بالتزاماتها». وأشار إلى «حصيلة ورش إحداث مدن المهن والكفاءات»، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أنه «تم بناء على ذلك ضخ ميزانية أكبر وإعادة إطلاق طلبات العروض»، مبرزا أنه سيتم افتتاح ثلاث مدن جديدة للمهن والكفاءات خلال الموسم المقبل، لتنضاف إلى المدن الأربع التي تم افتتاحها بعدد من جهات المملكة، دون أن يحدد ما إذا كان المشروع الخاص في مدينة طنجة إحدى المدن التي ستكون جاهزة للافتتاح في الموعد المذكور.
ويشار إلى أن تنزيل الأوراش الـ 12 لمدن المهن والكفاءات، قد وضع بيد مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل الذي تديره لبني الطراشن، وقد كان المكتب قد قرر تمرير تدبير هذه المشاريع إلى شركة مجهولة التسمية تابعة له “Foncière CMC”، بعد أن تم تأسيسها في غشت 2020 وجرى ضخ 600 مليون درهم في رأسمالها مع بداية 2021، وعلى مستوى الأشغال العمومية تقاسمت “جيت كونتراکتورز” و”الشركة العامة للأشغال بالمغرب SGTM” و”شركة الأشغال العامة للبناء بالدار البيضاء TGCC” وأيضا شركة “ولاد زراد”، الموضوعة حاليا تحت المراقبة القضائية، الجزء الأوفر من الكعكة؛ أما المهندسون المعماريون، فتولت شركة عبدو لحلو من الدار البيضاء مهمة تصميم ثلاث مدن للمهن والكفاءات بكل من سوس – ماسة، الدار البيضاء – سطات وطنجة – تطوان – الحسيمة.
من جانب آخر، انتقد عدد من البرلمانيين بمجلس النواب التأخير الذي طال مشروع تشييد وجاهزية مدن المهن والكفاءات في مختلف جهات المملكة والذي قدم أمام أنظار الملك محمد السادس منذ سنوات مضت، وأشار البرلمانيون إلى تأخر تشييد 8 مدن للمهن والكفاءات من أصل 12 مدينة في مختلف جهات المملكة، مؤكدين أن تشييد 4 مدن للمهن والكفاءات غير كاف مقابل حجم الطلبة الذين ينتظرون هذه المشاريع لتنقذهم من قارب الموت وشبح البطالة، مبرزين أن «مؤسسات التكوين المهني، سواء بالمدن أو بالعالم القروي، ليست بها جاذبية، وتشهد عروض التكوين هزالة غير مسبوقة وهو الأمر الذي يهدد مستقبل الملايين من الشباب».