بني ملال: مصطفى عفيف
تمكنت عناصر الوقاية المدنية بمدينة بني ملال، أخيرا، من انتشال جثة سيدة في عقدها السادس من تحت أنقاض منزل بساحة المقاومة بالمدينة العتيقة ببني ملال، إثر حادث انهيار جزئي لبناية قديمة مكونة من طابقين، تقطن بها عائلة تتكون من فردين، في وقت تم إخراج ثلاثة أشخاص آخرين ما زالوا على قيد الحياة والذين جرى نقلهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي.
الحادث عرف استنفار مختلف السلطات المحلية والمصالح المختصة بالولاية وعناصر الوقاية المدنية والمصالح الأمنية ومختلف الأجهزة المكلفة بتدبير قطاع الشبكات الحضرية، التي انتقلت على الفور إلى عين المكان، حيث تم القيام بالتدخلات اللازمة على وجه السرعة واتخاذ الإجراءات المتعلقة بتحصين المكان، تفاديا لتداعيات أخرى وحفاظا على سلامة وأمن السكان المجاورين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه البناية تقع بالمدينة القديمة لبني ملال المعروفة بوجودها فوق شبكة من الكهوف متصلة في ما بينها، والتي كشفتها مجموعة من الدراسات الخاصة (الدراسات الجيوتقنية والجيوفيزيائية، والخبرات والمسوحات التقنية) التي أنجزت في هذا الشأن.
وبالنظر إلى الخطورة التي بات يشكلها واقع هذه البنايات القديمة، فقد سبق أن تمت مباشرة عملية معالجة البنايات المهددة بالانهيار بالمدينة العتيقة، وإعادة إيواء قاطنيها وذلك في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وولاية جهة بني ملال خنيفرة، وجماعة بني ملال، وشركة العمران، بمبلغ ناهز 35,615 مليون درهم.
كما تم رصد مبلغ مالي إضافي يقدر بحوالي 2,1 مليون درهم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خصص لإتمام عملية الربط الاجتماعي بشبكة التطهير السائل، الذي يعد من بين الأسباب الرئيسية لانهيار هذه البنايات. كما تم بالموازاة مع ذلك، إحداث خلية لليقظة مكلفة بتدبير وتتبع ملف البنايات المهددة بالسقوط بالمدينة القديمة لبني ملال.