شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

الوالي والزاولي

حسن البصري

في نهاية الأسبوع الماضي، قام محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء- سطات، بزيارة تفقدية إلى ملعب العربي الزاولي، الكائن بتراب عمالة عين السبع الحي المحمدي. قام الوالي بجولة في ملعب يخضع للإصلاح، وتساءل لماذا تزور مقاولات البناء والترميم هذا الملعب «كل سنة مرة».

وطالب الوالي برفع وتيرة العمل، وزيادة عدد العمال والآليات، ووجه أسئلة تقنية دقيقة إلى المهندس، ولأن مهيدية مهندس متخصص في الخرسانة المسلحة، فقد تسلح بما يكفي من الجرأة لاستفسار العمال عن أدق التفاصيل.

قال الوالي: «يجب أن نتسلم الملعب مباشرة بعد عطلة عيد الأضحى، حتى يتسنى له استقبال مباريات الوداد والرجاء». لكن بعد عطلة العيد ستنتهي مباريات البطولة، ويتم تسريح اللاعبين.

قال أحد المهندسين الشباب إن تدشين الملعب في حلته الجديدة، سينهي اغتراب الوداد والرجاء والاتحاد البيضاوي، وطالب بحضور العربي الزاولي في يوم الافتتاح، قبل أن ينبهه عون سلطة إلى وفاة العربي منذ سنوات.

هناك تقرير أسود عن ملعب العربي الزاولي، يجعل احتضان مباريات قطبي الكرة في المدينة، مغامرة غير محمودة العواقب. أنجز التقرير من طرف لجنة مختلطة شكلتها عمالة عين السبع الحي المحمدي، خلصت إلى أن الملعب غير صالح لاستقبال مباريات وطنية ودولية، بسبب وجوده بالقرب من خطوط التوتر العالي للكهرباء، وبمحاذاة خط الترامواي وخط السكة الحديدية، وأنه يشكل بؤرة توتر حقيقية، لكن التقرير سكت عن استغلاله من طرف جمعيات تشكل خزان أصوات انتخابية.

قبل أن يغادر مهيدية الملعب، سأل عن أحوال فريق الاتحاد البيضاوي، فقيل له إنه تحت الحراسة النظرية لرئيس متمسك بكرسي الرئاسة، وإنه يعاني في قسم المظاليم.

وعد الوالي بإنهاء الاحتقان الذي يعرفه الحي المحمدي وسل شعرة الخلاف من عجين «الطاس»، وقبل أن يركب سيارته استحضر اسم لاعب كان واحدا من رموز الفريق البيضاوي، وقال لقدماء «الطاس»: «أين هو المدافع محمد مدني؟».

تبين أن مهيدية كان معجبا بهذا اللاعب حين انتقل غصبا عنه إلى سيدي قاسم بتعليمات من الدليمي، ولأن الوالي «ولد سيدي قاسم»، فالأكيد أنه انبهر بهذا المدافع الذي لا يسقط إبداعه بالتقادم.

لم يحمل مدني قميص المنتخب المغربي، لأن عشق الاتحاد البيضاوي سكنه، لم ينتقل إلى الوداد أو الرجاء، لأنه لا يتنفس إلا هواء كريان سنطرال.

هذا اللاعب البسيط الذي يقضي أيام تقاعده من إدارة صندوق الضمان الاجتماعي في مقاهي الحي المحمدي، ويمارس هوايته المفضلة في ملاعب القرب، ظل حاضرا في ذهن رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، وله قصة مثيرة كشف عنها رئيس حزب «الحمامة» في تجمع حزبي بالدار البيضاء.

قال أخنوش: «عشت جزءا من طفولتي وشبابي في كريان سنطرال، وكان لي صديق اسمه مدني، من أبرز لاعبي «الطاس»، اقتسمنا عشق الكرة، ولطالما قضيت ساعات في ضيافته بسكن عائلته في هذا الحي الصفيحي، لن أنسى جميله».

فرقت السبل بين أخنوش ومدني، قبل أن يحظى لاعب «الطاس» بالتفاتة إنسانية من صديق الطفولة، عبارة عن سكن فاخر في عين السبع، دون أن يدير مدني ظهره للحي المحمدي.

ولأن مهيدية أضحى في أذهان البيضاوي مرادفا عدوا للعشوائي، فقد نبه رئيس مقاطعة عين السبع إلى المنشآت الرياضية العشوائية، وتساءل عن سر بناء مسابح في منطقة بحرية سكن شاطئ النحلة وجدان سكانها.

أوقفت السلطات المحلية بناء مسابح في مقاطعة عين السبع، رغم أن رئيس المقاطعة هدد بالاستقالة، إذا لم تخرج مشاريعه إلى حيز التنفيذ.

حين غادر موكب الوالي المكان، صاح أطفال الحي:

«ديما طاس وخا يبقى غير العساس».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى