طاطا: محمد سليماني
تحولت مساحات شاسعة من واحة «إيمي أوكادير» بمنطقة فم الحصن التابعة لإقليم طاطا، إلى رماد، بعدما اندلعت النيران في الواحة ظهر أول أمس الثلاثاء.
واستنادا إلى مصادر محلية، فإن ألسنة النيران امتدت على مساحات واسعة، وأتت على عشرات أشجار النخيل، كما أتلفت مجموعة من المزروعات الفلاحية الأخرى. ورغم محاولة عدد من أبناء المنطقة السيطرة على النيران، والحيلولة دون امتدادها، خصوصا وسط مخاوف من اقترابها من منازل السكان، إلا أن محاولاتهم لم تستطع السيطرة على الحريق الذي لم تعرف أسبابه بعد. وبحسب المعطيات، فإن موجة الحرارة المرتفعة جدا التي تعرفها المنطقة، قد تكون سببا في اندلاع النيران في واحة النخيل، كما أن ارتفاع درجة الحرارة إلى مستويات قياسية، زاد من اتساع مساحات النيران، وصعب من محاولات السيطرة عليها بسهولة.
إلى ذلك، فقد استنفر الحريق بعد ذلك مصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية والسلطات المحلية الذين هرعوا إلى عين المكان وانخرطوا في عملية إخماد النيران إلى جانب السكان المحليين. وليست المرة الأولى التي تعرضت فيها واحة «إيمي أوكادير» للحريق، بل سبق أن تعرضت قبل سنتين لحريق مماثل، أدى إلى اتلاف أعداد كبيرة من أشجار النخيل التي تشكل مصدر رزق وعيش للسكان.
وتعيد هذه النيران إلى الواجهة من جديد عمليات احتراق واحات النخيل بمناطق متعددة من إقليم طاطا، حيث إن واحات المنطقة تعرف بين الفينة والأخرى عمليات احتراق تأتي على مساحات شاسعة من أرزاق السكان، الأمر الذي يطرح علامة استفهام حول أسبابها، وما إن كانت تتم بفعل فاعل. فكل سنة تقريبا تشتعل النيران في واحات الإقليم، وتلتهم ألسنة اللهب نخيلها.
ومن أجل إعادة الحياة إلى واحات طاطا المتضررة من موجة الحرائق المتكررة، فقد سبق أن أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات قبل سنوات عن برنامج للوزارة من أجل إعادة غرس 80 هكتارا من أشجار النخيل التي حولتها الحرائق إلى رماد بواحات إقليم طاطا. وحددت الوزارة أن هذا البرنامج سيتم تنزيله من خلال عدة تدابير تهم بالخصوص إطلاق برنامج لتوزيع الشعير على الفلاحين المنتجين المتضررين، وبدء أشغال التنظيف بالدائرة الفلاحية المعنية، وإعادة غرس أشجار النخيل المتضررة والتي لا يمكن استعادتها بشتائل جديدة من طرف مصالح الوزارة، وإطلاق برنامج للسقي في المنطقة المتضررة لإعادة إحياء الواحة، وتنفيذ برنامج لتهيئ المسالك المؤدية للواحة وتسهيل ولوجها، إضافة إلى الإعداد للقيام بدراسة إنشاء واحات نخيل جديدة قابلة للتوسع بمساحة 1500 هكتار في الإقليم.