وزان: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة أن النيابة العامة المختصة لدى ابتدائية وزان قررت، يوم الأربعاء الماضي، إطلاق سراح «الحجام» (ا.ا) الذي تسبب في وفاة طفل ونقل شقيقه في حالة حرجة إلى المستعجلات، بسبب عملية ختان تقليدية بدوار الهدارين. وحسب المصادر نفسها، فإن متابعة الحجام في حالة سراح جاءت بعد تنازل أسرة الطفل الضحية، ناهيك عن تعاطف كبير من طرف السكان المحليين معه ، الذي له خبرة تزيد عن 20 سنة في المجال، قبل أن يفاجأ بهذه الواقعة التي تسببت له في صدمة نفسية.
وقالت المصادر إن العشرات من أبناء الدواوير المجاورة قاموا بزيارة الأسرة المكلومة في طفلها، تعبيرا عن تضامنهم معها، كما ألحوا على رب الأسرة للتنازل لفائدة «الحجام»، نظرا لكونه معروفا بأخلاقه في أوساط السكان، وأن ما وقع يبقى خطأ في التقدير، ولم يكن يعرف بأن الطفلين يعانيان من بعض الأمراض في حشفتي جهازيهما التناسليين، والتي يرجح أنها أمراض وراثية.
وكانت المصالح القضائية قد أمرت بوضع «الحجام» المتسبب في وفاة طفل، بالسجن المحلي للمدينة، مع متابعته بالمنسوب إليه، قبل أن تعدل عن قرارها في وقت لاحق، في حين غادر شقيق الطفل الضحية أحد المستشفيات المركزية بمدينة الرباط، واجتاز مرحلة الخطر، حيث جرت إعادته إلى مسقط رأسه بوزان، وذلك بعدما نُقل إلى العاصمة في حالة جد حرجة، بسبب إصابته في أنسجة عضوه التناسلي، بعد عملية الختان التقليدية التي كان يشرف عليها الحجام المذكور.
يذكر أنه سبق أن نبهت بعض المصادر إلى أنه أصبح من الضروري التدخل من طرف المصالح الحكومية المختصة لسن قوانين صارمة بخصوص الختان التقليدي، سيما وأن الأطفال في الوقت الراهن، ليسوا كما في السابق، حيث كانت تنتشر مثل هذه العمليات العشوائية بالبوادي بل حتى في المدن، وأوردت المصادر نفسها، أن الأطفال غالبا ما يتم القيام بختانهم دون فحوصات طبية قبلية. في حين أعادت هذه الواقعة مسألة غياب مراكز صحية بإقليم وزان، بأكمله، إضافة إلى ضعف التجهيزات بالمستشفى الإقليمي والذي عجز عن التعامل مع حالة الطفل، ليتم تحويله إلى أحد المستشفيات المركزية بالعاصمة.