النعمان اليعلاوي
نفذت المركزيات النقابية وعيدها برفع وتيرة الاحتجاج ضد حكومة عبد الإله بنكيران، في المسيرة التي نظمتها المركزيات النقابية الأربع )الاتحاد المغربي للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل- جناح عبد الرحمان العزوزي، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب أمس الأحد بالدارالبيضاء، وشارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين قدر المنظمون عددهم بأزيد من خمسين ألف محتج، وعرفت مشاركة قوية لفئات اجتماعية مختلفة، على رأسها الأساتذة المتدربون الذين رفعوا شعارات تطالب باستقالة وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، ورئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران.
هذا وكانت انطلاقة المسيرة النقابية باهتة من ساحة النصر في اتجاه شارع الحسن الثاني، وفي غياب الأمناء العامين للمركزيات النقابية الأربع الداعين لها والذين التحقوا لاحقا، بينما انزوى عدد من الفئات المشاركة من نقابات قطاعية وأطباء مقيمين وداخليين بالإضافة إلى الأساتذة المتدربين، بشعاراتها، في الوقت الذي غاب التنسيق عن اللجان التنظيمية التابعة للمركزيات النقابية. وحضرت الشعارات الفئوية بينما غابت الشعارات الموحدة. وحسب المنظمين، فقد عرفت المسيرة مشاركة أزيد من 200 هيئة حقوقية ونقابية.
واعتبر مصدر نقابي المشاركة الباهتة التي بدت عليها المركزيات النقابية في المسيرة التي أرادتها أن تكون خطوة تسخينية قبل الإضراب العام، في تصريح لـ«الأخبار»، عادية وتترجم «الواقع العمالي والضغط الذي تتعرض له الطبقة العاملة من لدن الحكومة التي تحاول الإجهاز على القدرة الشرائية عبر رفض الرفع من الحد الأدنى للأجور ومحاولة الإجهاز على معاشات المتقاعدين»، حسب المتحدث الذي اعتبر أن «الحكومة تلعب ورقة الفرقة النقابية، وهو الأمر الذي بات غير مجد بعد انضمام الاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى التحالف النقابي الثلاثي، وإعلان كل من المنظمة الديمقراطية للشغل والكونفدرالية العامة للشغل دعم الاحتجاجات ضد الحكومة».
وفي السياق ذاته، قال عبد الرحمان العزوزي، الكاتب الوطني للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لـ«الأخبار»، إن «تنظيم النقابات لهذه المسيرة الوطنية والإجماع على قرار الإضراب العام وباقي الأشكال النضالية التصعيدية ضد الحكومة، يأتي بغرض مواجهة التعنت الذي تقابل به مطالب الأجراء والموظفين من طرف رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران»، مضيفا أن «هذا القرار صادر عن القواعد النقابية وليس قرارا انفراديا لزعماء النقابات»، يقول العزوزي مؤكدا أن «التنسيق النقابي سيتواصل لمواجهة مخططات الحكومة التي تروم الإجهاز على مكتسبات العمال والأجراء، والتي على رأسها ملف التقاعد».