شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

النفط الجديد

 

 

شيماء المرزوقي

 

 

مع أن البيانات الكثيرة، يراها بعض الناس، مضجرة، وتدعو إلى الملل، ومع أن هناك قطاعا واسعا لا يجيد التعامل معها ولا توظيفها واستخدامها بطريقة مثالية، تقوده إلى النجاح والتميز، إلا أن البيانات تبقى جوهر الحياة، وتبقى قيمتها أعظم وأكبر، خاصة في مجالات البناء والارتقاء والسعي الحثيث نحو التميز والتفوق والنجاح، وهذا يمكن أن يكون على مستوى الأفراد أو على مستوى المجتمعات والشعوب.

أثر البيانات، مدوٍ وكبير وبالغ الأهمية، لكنها تحتاج إلى التدقيق والفحص والتحليل، للتمكن من استنتاج الفوائد، ومعرفة مهارة التعامل معها، وكأنك تتعامل مع سيل جارف سريع الجريان.

قيمة البيانات عظيمة، وهي مصدر من مصادر القوة، مهما كان نوع هذه القوة، سواء علمية أو عسكرية أو غيرهما، فمن دون المعلومات أنت عاجز، ومن دون توفر المعلومات، يعني أنك مصاب بالعمى، فلا ترى أي وقائع، ولا تفهم الحاضر، ولا يمكنك التنبؤ بالمستقبل، مع أنها ثروة مادية وعينية، إذا تمكنت من معالجتها وإخراج المفيد، فإنها ستؤدي إلى نتائج إيجابية، وجدت مثل هذا الاحتفاء والتحليل عن البيانات، في كتاب: «البيانات الضخمة»، من تأليف د. دون إي هولمز، الأستاذة في قسم الإحصاء التطبيقي بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا؛ حيث قالت: «البيانات هي النفط الجديد، عبارة أصبحت متداولة على نطاق واسع بين رواد الصناعة، والتجارة، والسياسة، وتنسب عادة إلى كلايف همبي، مبتكر بطاقة ولاء عملاء تيسكو، عام 2006؛ وهي عبارة جذابة تشير إلى أن البيانات، على غرار النفط، ذات قيمة كبيرة للغاية، لكن يجب معالجتها أولا قبل أن تحقق هذه القيمة… فبمجرد أن تحصل على النفط، تكون لديك سلعة قابلة للتسويق. ولكن، لا ينطبق ذلك على البيانات الضخمة، فإنك لن تنتج أي شيء له قيمة إلا إذا امتلكت البيانات المناسبة. تمثل الملكية مشكلة، وتمثل الخصوصية مشكلة، وعلى النقيض من النفط، لا يبدو أن البيانات مورد غير متجدد. ولكن، استمرارا لهذه الاستعارة الصناعية، فإن التنقيب في البيانات الضخمة، هو مهمة استخراج معلومات مفيدة وقيمة من مجموعات البيانات هائلة الحجم».

لا تضجر من هذا السيل المعلوماتي؛ بل تعلم مهارة الرؤية العميقة، وكيف يمكنك الاستفادة من محتواه، وكيف تخرج هذا المحتوى وفق ما يناسبك، ويدفع بك نحو الأمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى