العيون: محمد سليماني
يسود ترقب شديد في صفوف عدد من مهنيي الصيد البحري والفاعلين في قطاع تعليب السمك لما سيخرج به الاجتماع المقرر أن يعقد، اليوم الأربعاء، بمقر كتابة الدولة في الصيد البحري بالرباط.
واستنادا إلى المعطيات، فإن جدول أعمال هذا الاجتماع، الذي تمت دعوة عدد من التنظيمات المهنية وممثلي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري لحضوره، سيركز على تتبع وضعية مصيدة الأسماك السطحية، وخصوصا السردين. ويترقب المهنيون ما سيخرج به هذا الاجتماع، فيما ينتظر الفاعلون في القطاع ما سيحمله التقرير العلمي للمعهد الوطني للبحث في الصيد البحري حول وضعية مخزون مصيدة السردين، ذلك أنه، على ضوء معطيات هذا التقرير العلمي المستند على نتائج الأبحاث الميدانية، سيتم اتخاذ قرار اعتماد فترة راحة بيولوجية لمصيدة الأسماك السطحية أم لا. ولم تستبعد مصادر مهنية إمكانية اعتماد فترة راحة بيولوجية، خصوصا في ظل التناقص الكبير في مخزون السردين بعدد من الموانئ بالأقاليم الجنوبية، الأمر الذي دفع القطاع الوصي إلى منع الصيد في مصيدة شمال ميناء طانطان، خلال فترتين كل سنة على مسافة 8 أميال بحرية منذ 2017، لكونها تضم مناطق التفريخ ومناطق تركيز صغار الأسماك.
ويعزى تراجع مخزون أسماك السردين إلى سبيين اثنين، أولهما مرتبط بالتغيرات المناخية التي زادت من حدتها ظاهرة «النينيو» عبر الارتفاع في درجة الحرارة، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار في الكتلة الحيوية للسردين وغيابه في المصايد المعتادة، إضافة إلى هجرته الجماعية إلى أقصى جنوب المملكة وفي أماكن حد ضيقة، فهذه التغيرات المناخية لم تسمح بتجدد الثروة السمكية الطبيعية. أما ثاني الأسباب فيرتبط بارتفاع ضغط الصيد، حيث إن هناك تفاوتا كبيرا بين ما تم التصريح به ومجهود الصيد، إذ إن ثمة تفاوتات كبيرة أوصلت المفرخة الطبيعية بالمخزون C إلى وضعية جد حرجة بفعل الاستنزاف الكبير.
واستنادا إلى المعطيات، فإن الأزمة الحالية في قطاع السردين نتيجة طبيعية للاستنزاف الكبير الذي دام لسنوات، إلى درجة أنه تم، خلال سنة 2022، تحقيق أرقام استثنائية، إذ وصل الإنتاج من الأسماك مليونا و552 ألف طن، 89 في المائة منها حققتها مصيدة الأسماك السطحية الصغيرة، أي ما مجموعه مليون و347 ألف طن، وضمن الأسماك السطحية الصغيرة بلغ إنتاج الصيد من السردين 989 ألف طن، ما مكن هذا النوع السمكي من تحقيق إنتاج وطني فاق 60 في المائة.