المغرب يوسع استراتيجيته الإفريقية لتشمل الاعتراف بالشهادات العليا لدول القارة
وقع المغرب، يوم الجمعة الماضي، بمقر اليونسكو بباريس، على الاتفاقية المعدلة حول الاعتراف بالدراسات والشهادات والدبلومات والدرجات، وغيرها من المؤهلات في التعليم العالي في دول إفريقيا، والتي تم توقيعها في أديس أبابا في 12 دجنبر 2014.
ووقع الاتفاقية وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، على هامش أعمال الدورة الأربعين للمؤتمر العام لليونسكو، بحضور، على الخصوص، المديرة العامة للمنظمة الأممية، أودري أزولاي.
وتروم هذه الاتفاقية تعزيز والنهوض بالتعاون الإقليمي والدولي في مجال الاعتراف بالمؤهلات، وتحديد ووضع آليات فعالة لضمان الجودة على المستويات الوطنية والإقليمية والقارية. كما تهدف إلى تسهيل تبادل الطلاب والمدرسين والباحثين من القارة والمغتربين من خلال الاعتراف بالشهادات والمؤهلات الصادرة عن الأطراف الأخرى بغرض متابعة الدراسات العليا، وكذلك الاستمرار في إعداد برامج للتكوين والأبحاث مشتركة رفيعة المستوى بين مؤسسات التعليم العالي وتعزيز تسليم دبلوم مشترك.
وتأتي هذه الاتفاقية في إطار الاستراتيجية التي تبنتها المملكة في السنوات الأخيرة بخصوص العلاقات مع دول القارة السمراء. كان من ثمارها التوقيع على عدة اتفاقيات مع دول إفريقية مختلفة، يضاف إلى ذلك أن عددا من دول القارة الإفريقية استفادت، خلال العشرين سنة الأخيرة، من برامج للتعاون، حيث تخرج 23000 طالب إفريقي من الجامعات المغربية، ينتمون إلى 47 دولة، بالإضافة إلى استقبال 12.000 طالب إفريقي خلال الموسم الجامعي الحالي، ما يؤكد على دور ومكانة المغرب كمركز للتكوين وتبادل المعرفة مع دول القارة الإفريقية. وما يعزز هذا التوجه في مجال التربية والتكوين، هو أن المملكة المغربية أصبحت المستثمر الأول بغرب القارة الإفريقية، والأرقام تؤكد ذلك، إذ انتقلت الاستثمارات المغربية المباشرة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء من 30 مليون درهم سنة 1999 إلى 8 ملايير درهم في سنة 2018، حيث يعتمد حضور المغرب في الاقتصاد الإفريقي أساسا على الاستثمارات البنكية، التي تساهم في تمويل عدد من اقتصادات دول القارة، وعلى مجموعة من الشركات من القطاع الخاص، التي تنشط في مجالات متعددة.
يشار إلى أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي شارك، الأربعاء الماضي، في إطار المؤتمر العام الأربعين لليونسكو، في الاجتماع العالمي الأول للوزراء ومسؤولي الجامعات. وجمع هذا الحدث، وهو الأول من نوعه في تاريخ اليونسكو، أكثر من 100 وزير و100 ممثل للجامعات المشاركة في برنامج كراسي اليونسكو. ويسعى هذا الحدث إلى أن يشكل مختبرا عالميا للأفكار من أجل مقاربات متعددة الأطراف للقضايا الراهنة الملحة من التعليم العالي إلى الذكاء الاصطناعي.