أدان المغرب بشدة بقيام أحد المتطرفين بتمزيق نسخة من المصحف الشريف بمدينة لاهاي بهولندا، لينضم إلى الدول التي استنكرت هذه الخطوة.
وأصدرت وزارة الشؤون الخارجية بلاغا استنكرت فيه “هذه الخطوة الاستفزازية الجديدة التي تمس بمقدسات وبمشاعر أكثر من مليار مسلم”.
وأصاف البلاغ: “وإذ تذكر المملكة المغربية بقيم التسامح والتعايش واحترام المقدسات فإنها تؤكد على ضرورة إعمال القانون للتعامل بحزم وردع كل مس بالأديان وبمشاعر المنتسبين لها”.
وعبرت وزارة الخارجية السعودية بدورها عن استنكارها لهذا الفعل، وأكدت موقفها الداعي إلى نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش ونبذ دواعي الكراهية والتطرف.
وأدانت الإمارات شدة ما أقدم عليه أحد المتطرفين في لاهاي في هولندا من الإساءة لنسخة من القرآن الكريم، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، في بيان، رفض دولة الإمارات الدائم لجميع الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية.
وشددت الوزارة على ضرورة احترام الرموز الدينية والمقدسات، والابتعاد عن التحريض والاستقطاب، في وقت يحتاج فيه العالم إلى العمل معاً من أجل نشر قيم التسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.
كما أدانت الأردن “هذه الممارسات المتطرفة المتعصبة التي تتنافى والقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية، وتؤجج الكراهية والعنف، وتهدد التعايش السلمي، وتزعزع الأمن والاستقرار”.
وشددت على أن إحراق المصحف الشريف وتمزيقه هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر “الإسلاموفوبيا” المحرضة على العنف والإساءة للأديان.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية أنها استدعت السفير الهولندي احتجاجا على قيام زعيم حركة بيغيدا المتطرفة بتمزيق نسخة من المصحف الشريف، بعد حادث إحراق متطرف يميني لنسخة من القرآن الكريم في السويد.
وكان إدوين واغنسفيلد، الزعيم الهولندي لحركة بيغيدا اليمينية المتطرفة في هولندا، مزّق، يوم الأحد الماضي، صفحات من المصحف الشريف بالقرب من البرلمان الهولندي، وسط وجود الشرطة التي لم تتدخل لإيقافه.
وطالب الأزهر الشريف الشعوب العربية والإسلامية، بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، واتخاذ موقف قوي وموحد نصرةً للقرآن الكريم.
وقال الأزهر في بيان، يومه الأربعاء، إنّ مقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية، يعد “ردا مناسباً لحكومتي هاتين الدَّولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها حرية التعبير”.
كما رأى الأزهر أنّ حرق القرآن الكريم هو “ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوب راقية مرتبطة بالله وهداية السماء”.
وشدّد الأزهر على “ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذلٌ صريحٌ عن نصرة الدين، الذي يستفزون المسلمين بالتطاول عليه، إلا حين يكونون وجها لوجه أمام ضرورات المادة والمال والاقتصاد التي لا يفهمون لغة غير لغتها، ولا يقدسون أمرا غير قوانين الوفرة والإنتاج والاستهلاك”.
ومزق زعيم حركة “بيغيدا” المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا، إدوين واجنسفيلد، نسخة من القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية، وجاء ذلك بعد يومين من قيام المتطرف السويدي راسموس بالودان بحرق المصحف الشريف قرب سفارة تركيا في العاصمة السويدية ستوكهولم السبت الماضي.
وشارك زعيم حركة بيغيدا (الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب) في هولندا عبر تويتر، أمس الاثنين، مقطعا مصورا ينقل فعلته الاستفزازية، التي وقعت أمام مبنى البرلمان في لاهاي.
وحسب ما تداولته وسائل إعلام، فإن الشرطة الهولندية منحته الإذن بهذا الفعل شريطة ألا يحرق الكتاب المقدس للمسلمين، إلا أنه قام لاحقا كما ظهر في الفيديو بحرق صفحات المصحف الممزقة.
وظهر في الفيديو أفراد في الشرطة الهولندية يقفون وراء المتطرف اليميني من دون أن يحركوا ساكنا، وهو يقوم بتمزيق صفحات القرآن والدوس عليها.
وفي أكتوبر الماضي، اعتقلت الشرطة الهولندية إدوين واجنسفيلد في أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن خلال حشد حضره مجموعة من أنصار بيغيدا في مدينة روتردام.