كشفت شركة “ساوند إنيرجي” أن وزارة الطاقة والمعادن والبيئة وافقت على الشروع في تقييم الأثر البيئي لخط أنبوب الغاز، الذي من المرتقب أن يربط البئر الخامسة في حقل “تندرارا” للغاز الطبيعي مع أنبوب الغاز الأوروبي-المغاربي. وتنتظر الشركة الموافقة النهائية للوزارة لعقد الاجتماع الثاني للجنة الوطنية المعنية بتقييم الأثر البيئي لمحطة الاستكشافات الغازية من لدن الوزارة المعنية في 28 يناير الجاري، بعدما عقدت اجتماعا أوليا في العاشر من أكتوبر الماضي. وسيعبر هذا الخط منطقة “معتركة” بإقليم فكيك، عبر الجماعة القروية “مريجة” التابعة لإقليم جرادة. ودخلت الشركة في محادثات مع وزارة الداخلية، للحصول على عقد إيجار طويل الأمد لممر بعرض خمسين متراً على طول خط الأنابيب الممتد على مسافة 120 كيلومترا.
تسويق الغاز المغربي في أوروبا
حسب ما أعلنت عنه الشركة المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز، فإن خط الأنابيب المرتقب في الجهة الشرقية، إن وافقت الوزارة على المشروع، سيعبر منطقة “معتركة” الواقعة في الحيز الترابي لإقليم فكيك، وسيمرّ أيضا عبر الجماعة القروية “مريجة” التابعة لإقليم جرادة؛ وهو ما من شأنه تسويق الغاز المغربي في الأسواق الأوروبية. وسيربط أنبوب الغاز المزمع تشييده مصنعا متطورا لمعالجة الغاز بالقرب من منطقة “تندرارا” شرق المملكة، إذ سيسهل عملية تصدير الغاز من بئر “تندرارا” إلى أوروبا، حيث أوضح العملاق البريطاني أن عملية دراسة الأثر البيئي للمحطة تسير على نحو جيد.
وأشار البلاغ الصحفي الصادر عن الشركة البريطانية إلى أن اللجنة الوطنية، التي أنيطت بها مهمة تقييم الأثر البيئي لمحطة معالجة الاستكشافات الغازية من لدن وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، عقدت اجتماعا أوليا في العاشر من أكتوبر الماضي؛ بينما سينعقد اللقاء الثاني للجنة، إن وافقت الوزارة على المشروع بصفة نهائية، في الثامن والعشرين من يناير الجاري. كما تتواصل المحادثات بين “ساوند إنيرجي” ووزارة الداخلية، بغية الحصول على عقد إيجار طويل الأمد لممر بعرض خمسين متراً على طول خط الأنابيب الممتد على مسافة 120 كيلومترا. فضلا عن أن المفاوضات المتعلقة بمذكرة التفاهم التي تخص بيع “الذهب الأسود” الصادر عن العقد الامتيازي بـتندرارا متواصلة إلى غاية 31 مارس المقبل. وخلال نهاية أكتوبر الماضي، وقعت كل من الشركة البريطانية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، بمقر وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، مذكرة تفاهم تتعلق بالشروط الرئيسية لاتفاقية بيع الغاز الطبيعي المخصص لتشغيل المحطات الكهربائية. وتأتي مذكرة التفاهم بعد العرض الرسمي الذي تقدمت به الحكومة المغربية للشركة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز، خلال ماي الماضي، بغية شراء “الذهب الأسود” المُستخرج من آبار “تندرارا” الشرقية، والذي يتوقع أن تشرع الشركة في إنتاجه من حقول المنطقة سنة 2021.
حجم وأرباح استغلال الغاز الطبيعي
قال وزير الطاقة والمعادن والبيئة، عزيز رباح، خلال شهر نونبر من السنة الماضية، إن الاستثمار في هذا القطاع يُعتبر “مغامرة”، ودول كثيرة لا تقوى عليه، كاشفا أنه في ظرف 10 سنوات استثمر المغرب ما مجموعه 20 مليار درهم فقط في مجال التنقيب، فيما بلغ حجم استثماراته في سنة 2018 لوحدها حوالي مليار و800 مليون درهم. وأوضح رباح أن التفسيرات الأولية، حسب مذكرة التفاهم التي جرى توقيعها بين الدولة، ممثلة في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وشركة “ساوند إنرجي” البريطانية، بخصوص حقل “تندرارة”، أظهرت أن المغرب سيتمكن من تقليص نسبة استيراد الغاز المستعمل في الكهرباء بنسبة تصل إلى 30 في المائة، أي أنه سيربح حوالي 800 مليون درهم. وأشار رباح، في توضيحه، إلى أن تواجد كبريات الشركات العالمية العاملة في مجال التنقيب يفيد في قيامها باستثمارات كبيرة وخلق فرص شغل أيضا، موردا أن حجم استثمارات شركة “ساوند إنرجي” في مجال التنقيب بلغ مليارا و200 مليون درهم، كما يرتقب أن تستثمر 3.5 مليارات درهم في إنتاج الغاز قريبا. وبحسب المعطيات التي قدمها الوزير، فإن الغاز المستكشف في الصويرة هو في ملكية المكتب الوطني للهيدروكربونات والمعادن بنسبة مائة في المائة ويدر على المغرب سنويا حوالي 60 مليون درهم، بينما “غاز الغرب” يمتلك فيه المغرب حصة 25 في المائة.
لفت أنظار الإعلام الدولي
لفت التقدم المحقق على مستوى مشروع تصدير الغاز الطبيعي المغربي، إلى أوروبا، أنظار وسائل إعلام دولية، معتبرة أنه سيكون، في حال إنجازه، من أهم المشاريع التي تربط بين القارتين الإفريقية والأوروبية. ونشر موقع “كانستريكشن وييك أون لاين”، في هذا السياق، مقالا حول المشروع الذي تعتزم شركة “ساوند إنرجي” البريطانية تنفيذه بعد حصولها على موافقة وزارة الطاقة والمعادن والبيئة. وركز الموقع، في المقال المعنون ب”ساوند إنرجي البريطانية تبني وتشغل خط أنابيب غاز بطول 120 كيلومترا بالمغرب”، على أن الشركة المتخصصة في التنقيب عن مصادر الطاقة تدخل غمار تجربة مهمة بشمال إفريقيا. ومن جانبه، تطرق موقع “أفريكا أويل آند باور” إلى المشروع، مبرزا أن تموقع المملكة بالقارة الإفريقية، والنتائج الإيجابية لعمليات تنقيب سابقة، عاملان يؤكدان أن صفقة “ساوند إنرجي” رابحة.