مازالت الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران تلقي بضلالها على الساحة العربية، فقد أعربت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون ، امباركة بوعيدة، اليوم الأحد بالقاهرة إدانة المملكة المغربية المطلقة للأعمال العدوانية التي استهدفت سفارة المملكة العربية السعودية بطهران وقنصليتها العامة بمدينة مشهد، محملة الحكومة الإيرانية كامل المسؤولية في تجاوزها لكل المواثيق الدولية والأعراف المعمول بها في مجال حماية الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية.
وقالت بوعيدة ، في كلمة ألقتها خلال الاجتماع الطارىء لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية ، الذي عقد بمقر الجامعة العربية، إن المغرب يعبر عن رفضه التام والقاطع لأي منطق مذهبي أو طائفي “يتوهم أصحابه أنه يخولهم حق تمثيل مواطني البلدان الأخرى، ويتخذونه ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
وأضافت الوزيرة ، أن الظروف السياسية والإقليمية والدولية الراهنة تستوجب من كافة الأطراف، أكثر من أي وقت مضى، الالتزام وضبط النفس وتفادي التصعيد، تجنبا للسقوط في فخ الصراعات الطائفية والمذهبية، لاسيما وأن المنطقة تمر من ظروف مريرة لم تجلب سوى الحروب والمآسي وعدم الاستقرار.
وأشارت ، في هذا الصدد، إلى أن التعاطي المتبصر مع الأزمة الحالية يقتضي كذلك الابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، واحترام علاقات حسن الجوار وترجمة ذلك على أرض الواقع، من أجل إيجاد أرضية مشتركة تكفل مصالح دول المنطقة وشعوبها وتفتح آفاقا جديدة للتعايش السلمي بينها.
وقالت إنه “عندما دعونا إلى تفادي التصعيد ، فلأننا ولا زلنا نحرص بقوة على تجنيب الأمة العربية والإسلامية خطر الصراع المذهبي، الذي يعرف الجميع انعكاساته الوخيمة على أوضاعنا الداخلية، وعلى توفيره الأرضية الخصبة لتنامي الإرهاب، فضلا عن إضعاف موقعنا الدولي وتشويه صورتنا كعرب ومسلمين، ونحن في غنى عن التذكير أن ذلك لا يخدم سوى من يضمر السوء للإسلام والمسلمين”.