شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

المغرب.. الناخب الأول في إسبانيا

بدأت الانتخابات التشريعية الإسبانية المبكرة التي ستجرى الشهر الجاري تدخل أطوارها الحاسمة، والمؤكد أن الاستحقاقات الإسبانية ليست شأنا داخليا على الأقل بالنسبة لبلدنا، يحتل موضوع الصدارة في البرنامج السياسية للأحزاب لخوض غمار الانتخابات المرتقبة. فالعلاقات الإسبانية مع المغرب حاضرة بقوة، مقارنة مع كل دول الجوار، سيما في ما يتعلق بمواضيع الأمن والهجرة السرية الآتية من المغرب والصحراء، ومقترح الحكم الذاتي وسبتة ومليلية.

وبدون أدنى مبالغة، يمكن القول إن العلاقات الديبلوماسية والأمنية والاقتصادية بين المغرب وإسبانيا تحتل حيزاً مركزياً ليس فقط كموضوع للصراع السياسي بل عاملا حاسما في اختيارات الناخبين في الاستحقاقات الإسبانية، حيث يتمركز المغرب داخل مربع الخطاب الانتخابي للمرشحين. لذلك فدور المغرب في هذه الانتخابات دور حاسم، مؤثر، مزعج، مثير ومغرٍ، فالرباط حاضرة على لسان الجميع، إنها الموضوع الذي لا يخلو منه خطاب أو تصريح لهذا المترشح أو تلك المترشحة في هاته الحملة الانتخابية.

لذلك فبلادنا معنية بما ستسفر عنه الانتخابات الإسبانية السابقة لأوانها، وعليها أن تعد كل السيناريوهات الممكنة سواء مع احتمال بقاء الحزب العمالي وحلفائه على رأس السلطة أو سيناريو عودة الحزب الشعبي مدعوما بالتيارات اليمينية، الذي قد يضع العلاقات المغربية- الإسبانية أمام امتحان جديد، خصوصا في القضايا المرتبطة بدعم خطة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، رغم أن قرار تأييد مبادرة الحكم الذاتي الذي أعلنته حكومة بيدرو سانشيز كان قرار دولة وليس قرار حكومة وتم بتوافق مستتر من الحزب الشعبي.

بهذا الحضور القوي يعد المغرب أكبر ناخب في هذه الانتخابات الإسبانية، يؤثر من خلال فرض أشكال ومضامين النقاشات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة ببلدنا، ينتخب من خلال تحريك خطوط التباعد والتقارب ما بين الأحزاب والمجموعات والشخصيات المتنفذة، ويصوت أيضاً من خلال الحضور الاجتماعي البارز لجاليته الكبيرة التي عليها أن تسد الطريق على اليمين المتطرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى