المطالبة بحل البرلمان والحكومة تثير ضجة بمجلس النواب… و الداودي: «الحكومة تعرف الإسلام وهناك من يحاربه»
محمد اليوبي
وجه لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، والقيادي بحزب العدالة والتنمية، اتهامات خطيرة تحت قبة البرلمان، إلى حزب الأصالة والمعاصرة، بقوله إن هذا الحزب جاء لمحاربة الإسلام، وذلك في رده على مطالبة فريق «الجرار»، بمجلس النواب، بحل مجلسي البرلمان والحكومة، من أجل المصالحة مع الشعب في ظل الاحتجاجات المتواصلة على غلاء أسعار المواد الاستهلاكية.
وطالب هشام المهاجري، النائب البرلماني عن فريق الأصالة والمعاصرة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس النواب، أول أمس (الاثنين)، رئيس الحكومة، باستعمال صلاحياته الدستورية، بتفعيل المادة 104 من الدستور، لحل مجلسي البرلمان والحكومة الحالية، وتنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها تنبثق منها حكومة جديدة، بهدف تدشين مصالحة بين السياسيين والشعب المغربي في ظل الأوضاع الاجتماعية الحالية. وجاء كلام المهاجري في سياق سؤال موجه إلى الوزير الداودي، حول «زجر التلاعب في الدقيق المدعم»، تحدث خلاله عن حملة مقاطعة بعض المنتوجات احتجاجا على غلاء أسعار المواد الاستهلاكية.
وقال المهاجري: «لا نثق في الأرقام التي تقدمها الحكومة، وهذا هو السبب الحقيقي الذي دفع المغاربة إلى الدوخة»، وتابع قائلا: «آخر نائب يحصل على 4 ملايين سنتيم، أما الوزراء فيتقاضون بين 7 و8 ملايين، ويأتي رئيس الحكومة ليطلب المسامحة من المغاربة بسبب المقاطعة، ويؤكد أن هذا رمضان الله يسامح»، في حين أن المواطنين «مقاتلين» لأداء فواتير الكهرباء والماء والدخول المدرسي والأعياد، مضيفا: «إن الحكومة مكتفية بترديد «الله ينعل الشيطان»»، ومشيرا إلى أن الملك محمد السادس أكد، في خطاب العرش، أنه فقد الثقة في السياسيين، وأضاف: «وها هو الشعب يؤكد كذلك أنه فقد الثقة في الحكومة، وقالها بصريح العبارة من خلال مقاطعة المنتوجات الاستهلاكية»، وتابع قائلا: «ويجي رئيس الحكومة يقول للمغاربة الله يسامح، العواشر هذي.. إذا بغى يتصالح مع المغاربة، خصو يطبق المادة 104 من الدستور، ويحل مجلسي البرلمان، ويحل الحكومة، عاد نقولو للشعب الله يسامح».
هذا وينص الفصل 104 من الدستور على أنه «يمكن لرئيس الحكومة حل مجلس النواب، بعد استشارة الملك ورئيس المجلس، ورئيس المحكمة الدستورية، بمرسوم يتخذ في مجلس وزاري، ويقدم رئيس الحكومة أمام مجلس النواب تصريحا يتضمن، بصفة خاصة، دوافع قرار الحل وأهدافه».
وأكد المهاجري أن فريق الأصالة والمعاصرة تقدم بطلب لرئيس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب قصد تشكيل لجنة نيابية للقيام بمهمة استطلاعية مؤقتة حول الأنظمة الحالية للدعم الموجه للدقيق اللين وغاز البوتان، من طرف صندوق المقاصة.
وفي رده على برلماني «البام»، قال الداودي: «على الأقل الحكومة تقول الله ينعل الشيطان لأنها تعرف الإسلام، في حين أن هناك من يحاربه من خلال محاربة الإسلام السياسي»، في إشارة إلى التصريحات الصادرة عن حكيم بنشماش، عقب انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، والذي أكد أن «حزبه سيواصل محاربة الإسلام السياسي واستغلال الدين في السياسة»، وهو ما اعتبره الداودي دعوة إلى محاربة الإسلام، مضيفا: «لو لم تكن الحكومة تعمل لما صوت المغاربة عليها وكانت شعبيتها متميزة، كلما ارتفعت حدة السب والشتم واستهداف الحزب، تزيد شعبيته لدى المغاربة».