تعيش مدينة الرباط منذ مصادقة مجلسها الجماعي، خلال شهر شتنبر من سنة 2022، على اتفاقية التدبير المفوض لجمع النفايات والنظافة، فترة انتقالية تخص تدبير هذا القطاع، على اعتبار أن الشركتين الحائزتين على الصفقة لن تشرعا في القيام بمهامهما، وفق دفتر التحملات الجديد، إلا في بداية شهر مارس المقبل، الشيء الذي برزت معه عدد من الإكراهات والتحديات، ما ألزم مسؤولي الجماعة، وعلى رأسهم العمدة أسماء غلالو، بتكثيف المجهودات واتخاذ مجموعة من الإجراءات لتغطية أي خصاص، وتجنيب أي انعكاس سلبي على جودة الخدمات المقدمة لسكان العاصمة في ما يخص النظافة بمختلف الأحياء. غير أن شهادات العديد من زوار الرباط، سواء المغاربة منهم أو الأجانب، والموثقة كذلك من قبل عدد من المؤثرين بالعديد من الفيديوهات بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصور انتشار النفايات والأزبال في الشوارع والأزقة والأحياء الكبرى، كاشفة عن تراجع جودة الخدمات البيئية خلال هذه المرحلة بشكل كبير.
من جانبها، كشفت مصادر من داخل مجلس مدينة الرباط، الوصي على القطاع، أن «الجماعة عملت على تجهيز عدد من نقاط التجميع بحاويات تحت أرضية بمعايير دولية، في أفق تعميمها بشكل تدريجي على جميع أحياء الرباط، حيث تتميز هذه الحاويات الصديقة للبيئة بكونها غير مكشوفة، ومجهزة بفتحة يتم من خلالها وضع الأزبال، ويتم إفراغها بشكل أوتوماتيكي في شاحنات جمع القمامة ذات مواصفات تكنولوجية عالية، بشكل يحترم البعدين البيئي والجمالي للمدينة». وأوضحت أن «هذه الحاويات مباشرة بعد ملئها يتم غلقها أوتوماتيكيا، وإرسال إشارة رقمية من أجل إفراغها، الشيء الذي سيساهم في مواجهة ظاهرة تراكم الأزبال بعدد من النقاط السوداء التي توجد بها الحاويات التقليدية، وما ينتج عن ذلك من تشويه لمنظر المدينة، ومن انبعاث للروائح الكريهة وتجمع القاذورات، فضلا عن المخلفات السائلة جراء تراكم وتخمر النفايات المنزلية».
من جانب آخر، أكدت المصادر أنه «من أجل التحضير بشكل جيد للفترة المقبلة والتي ستعرف تدبير قطاع النظافة من طرف الشركتين المفوض إليهما، وفق تقسيم جغرافي، واصل مجلس مدينة الرباط عقد لقاءات مستمرة مع مسؤولي كل من الشركتين، من أجل الوقوف على جميع الاستعدادات والوسائل اللوجستيكية التي سيتم تسخيرها لتدبير قطاع النظافة بالعاصمة، وفق دفتر تحملات جديد يحمل عددا من المتغيرات»، مضيفة أنه تم «إطلاق عدد من الحملات التحسيسية بمختلف أحياء الرباط، كما عقدت عدد من الاجتماعات مع المكلفين بقطاع النظافة، من أجل إطلاق مجموعة من الإجراءات المستعجلة والمتمثلة في مضاعفة عدد الشاحنات وعدد مرات مرورها بنقاط التجميع، والعمل على التواصل بشكل مباشر مع المنتجين الكبار للنفايات، لضبط مواقيت إخراج مخلفاتهم، وفق توقيت مرور الشاحنات».
النعمان اليعلاوي