مثلما أشارت «الأخبار»، في مقال سابق، صادق المجلس الحكومي، المنعقد أول أمس (الخميس)، وطبقا للفصل 92 من الدستور، على مقترح تعيين خطار المجاهدي بمنصب المدير العام لمؤسسة التعاون الوطني، وبذلك يكون حزب الاستقلال قد تمكن من بسط سيطرته على هاته المؤسسة الاجتماعية، بعد شغور المنصب لعدة أشهر.
ويعتبر الخطار المجاهدي، المنسق السابق للتعاون الوطني بجهة الداخلة واد الذهب، من أبرز المقربين من أبا عبد العزيز القيادي البارز بحزب الاستقلال بجهة بوجدور، والذي تربطه به علاقة مصاهرة وفق ما أكده مصدر مطلع بإدارة التعاون الوطني، حيث استطاع أبا عبد العزيز الانتصار على جناح حمدي ولد الرشيد، منسق حزب الاستقلال بالجهات الثلاث بالأقاليم الجنوبية. الأخير كان يدعم بقوة محمد أبا حازم (المنسق الجهوي للتعاون الوطني بجهة كلميم واد نون)، قبل أن ينهي قرار تعيين المجاهدي طموحات المدير بالنيابة عبد اللطيف الزرقتي، الذي كان آخر إنجاز له على مستوى تدبير الإدارة المركزية، هو التأشير على قرار إعفاء عبد الصمد العقاني، المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بسيدي البرنوصي، بسبب انتمائه النقابي ومشاركته الوازنة والفعالة في إنجاح إضراب 19 ماي، الذي تميز بشل المراكز الاجتماعية والمندوبيات الإقليمية والمنسقيات الجهوية التابعة لقطاع التعاون الوطني بربوع المملكة، في سياق ما وصف بتعنت عواطف حيار، الوزيرة الوصية على القطاع، بشأن الاستجابة لمطالب التنسيق النقابي الرباعي، والذي بات منتسبوه يعدون العدة من جديد لخوض إضراب وطني خلال شهر يونيو المقبل، مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الوزارة بالرباط.
وكشف مصدر مطلع لـ”الأخبار” أن عواطف حيار، وزيرة الأسرة والتضامن والإدماج الاجتماعي، توصلت، صباح أول أمس (الخميس)، ببرقية مستعجلة من عبد القادر الزاير، الكاتب العام لنقابة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، تتضمن احتجاجا شديد اللهجة إزاء ما وصفه بالانتكاسة الحقوقية التي جسدها قرار إعفاء المندوب الإقليمي للتعاون الوطني بسيدي البرنوصي، بسبب انتمائه النقابي ومشاركته في إضراب 19 ماي، وهو الأمر الذي تفاعلت معه الوزيرة عواطف حيار بسرعة قياسية، حيث أكد مصادر الجريدة أن الوزيرة وجهت الدعوة للمكتب التنفيذي لنقابة «الكدش» من أجل عقد اجتماع عاجل بمقر الوزارة يوم الثلاثاء المقبل في حدود الساعة الخامسة مساء.
من جهته أصدر التنسيق النقابي الرباعي، الذي يضم كلا من الكونفدرالية الديمقراطية للشغلCDT ، الاتحاد المغربي للشغلUMT ، الاتحاد الوطني للشغل بالمغربUNTM، النقابة الوطنية المستقلة للتعاون الوطني USAM، بيانا للراي العام (توصلت “الأخبار” بنسخة منه)، أشار إلى كون التنسيق النقابي المذكور عقد اجتماعا طارئا خصص للتداول في مختلف الخطوات النضالية التصعيدية المزمع اتخاذها في القريب العاجل، ردا على استمرار الوزارة الوصية في تجاهل دعوات النقابات الأربع لإطلاق الحوار الاجتماعي القطاعي، مثلما تمت مناقشة ملابسات القرار التعسفي الذي اتخذته إدارة التعاون الوطني في حق العقاني عبد الصمد، نائب الكاتب العام لنقابة CDT، والمتمثل في إعفائه من مهامه كمندوب إقليمي للتعاون الوطني بعمالة سيدي البرنوصي، انتقاما من مشاركته في مختلف مراحل التعبئة لتنفيذ الإضراب الوطني الناجح الذي نظمه التنسيق النقابي الرباعي يوم الخميس 19 ماي 2022، والذي واجهته الإدارة بنهج سياسة ترهيب الموظفين والموظفات ومنعهم من ممارسة حقهم الدستوري في ممارسة العمل النقابي والانخراط في مختلف الأشكال الاحتجاجية بما فيها الإضراب، بالموازاة مع الضعف والتذبذب المسجلين في مواقف الوزيرة الوصية وكذا في مستوى تدبيرها للقطاع.
وأشار البيان المذكور إلى إدانة كل أشكال التضييق والتهديد التي يتعرض لها بعض الموظفين والموظفات، مثلما أشار نقابيو شغيلة التعاون الوطني، من خلال البيان نفسه، إلى ضرورة وضع نظام أساسي جديد ومنصف لشغيلة المؤسسة، وذلك على أساس الرفع من الأجور والتعويضات وإدماج حاملي الشهادات في الدرجات التي تتناسب ومؤهلاتهم العلمية، وكذا إنصاف ضحايا الأقدمية المكتسبة ومؤطري مراكز التدرج المهني وغيرهم من المساعدين الإداريين والتقنيين وباقي الفئات المشار إليها ضمن الملف المطلبي، في وقت تقرر خوض إضراب وطني يوم الجمعة القادم بالموازاة مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الأسرة والتضامن والإدماج الاجتماعي بالرباط.