الشامي وبنعتيق والأشعري يرفضون تعديل القوانين لانتخاب لشكر لولاية ثالثة
النعمان اليعلاوي
شرع المتنافسون على قيادة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في تنظيم أوراقهم، قبيل أيام قليلة من المؤتمر الوطني للحزب، الذي سيتم تنظيمه في أواخر يناير الجاري. وقد تم البدء في الاصطفاف داخل القيادة الأولى للحزب بين المؤيدين لولاية ثالثة للكاتب الأول الحالي، إدريس لشكر، والرافضين لها، دعما لترشيحات جديدة.
ودعا رضا الشامي، القيادي في حزب «الوردة»، إلى تحديد عدد ولايات الكاتب الأول، وانتخابه لولايتين فقط، مشددا على عدم جمع الكاتب الأول القادم بين مهمتين الحزبية، والحكومية، داعيا إلى «احترام الديمقراطية الداخلية، والحق في الاختلاف، لأن الاختلاف في وجهات النظر يضيف الشامي أمر إيجابي، إذ لا يجب أن نكون ستالينيين أو إقصائيين»، حسب الشامي، الذي أوضح في ندوة نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، أول أمس السبت، أن الحزب مطالب بالتشبث بمرجعيته الاشتراكية.
ودعا الشامي إلى وضع ميثاق جديد لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وقال: «يجب الاحتكام إليه في اللحظات الصعبة التي يمكن أن يمر منها الحزب، ويتم من خلاله تكريس قيم النزاهة والإنصاف والإدماج والقدرة على الصمود، وروح المبادرة»، مشددا على أن الميثاق الأخلاقي لحزب «الوردة» يحميه من التدخلات الخارجية من أي جهة كانت، سواء من اللوبيات أو هيئات حزبية، وهي القيم التي قال الشامي إن الاتحاديات والاتحاديين لابد أن يتفقوا عليها، رافضا أن يكون الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ماكينة انتخابية، يريد أن يحصل على مقاعد في البرلمان، أو يكون مكملا للحكومة، هو موجود سياسيا وتنظيميا، ليساعدهم على امتلاك فرصة لبناء المستقبل. وقال إن هناك تراجعا في الحريات، وقليلة هي الأصوات الحزبية التي تقول «حذار من هذا التراجع».
من جانبه، شدد محمد الأشعري، رئيس مؤسسة عبيد الرحيم بوعبيد للفكر والثقافة، على أن أهم ما ينتظر الحزب هو ما سيبدعه من أفكار شجاعة لتجديد المشروع الاشتراكي، وإقناع الشعب المغربي بأن بناء ديمقراطية حقيقية أمر ممكن، وأن تفادي التجارب المكرورة أمر ضروري. واعتبر الأشعري أن الخروج من فخ الديمقراطية التقريبية في المغرب والتراجعات التي لا تنتهي حتى تبدأ من جديد مسألة لا غنى عنها، لإنقاذ ما أسمته الأدبيات السياسية بالاستثناء المغربي. وتساءل أيضا هل الحزب يعيش وضعية انحسار طبيعي، بعد مرحلة مد وقوة، أم أن انحساره تعبير بليغ عن الأعطاب التي أصابت المشروع، وعن العجز على ابتكار الصيغ القادرة على تكريسه حزبا للمستقبل وليس فقط حزبا من الماضي؟
وتساءل الأشعري هل يحتاج الاتحاد الاشتراكي إلى أن يعود لأساسياته حتى يصبح قوة مؤثرة ومنتجة، مشيرا إلى أن لا أحد يطلب من الاتحاد أن ينفي نفسه في الماضي، بل أن يستعيد هويته وقيمه ويخلق بها أساسيات المستقبل، وهو ما يستلزم القيام بنقد عميق لتجربة حزب «الوردة» دون أي تبخيس لمنجزاته، ولفت إلى أن هذا النقد يجب أن يطرح بالخصوص سؤال التعثر الديمقراطي، ولماذا تم الانتقال من فكرة الديمقراطية أهم من المقاعد، إلى فكرة المقاعد أهم من الديمقراطية؟ ولماذا تم الفشل في قيادة مرحلة انتقالية حقيقية؟ ولم يتم النجاح في القيام بإصلاح سياسي حاسم يحمي من العودة إلى الوراء؟
وبدوره، أكد عبد الكريم بنعتيق، المرشح للكتابة الأولى لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه «يجب إعادة النظر في المقررات التنظيمية بشكل جذري للحزب، وأن الانفتاح الذي ينبغي أن يكون هو الانفتاح المجتمعي، وليس الانفتاح الانتخابي، مع إدماج المجتمع في اختيار قادة الحزب، وكذا التمييز بين الانتماء السياسي والتنظيمي، وأن من حق المجتمع اختيار الكاتب الأول للحزب». مشددا على أنه «لا يمكن أن نتقدم إذا تم الاشتغال بمنطق البنية المغلقة، وأن من يفكر بمنطق الخلية والفرع والكتابات الإقليمية والجهوية، فقد تم تجاوزها.. المجتمع والفاعل تغيرا والمغرب تغير، ولا يمكن التفكير بعقلية 75 أو 59، إذ من الضروري من ثورة هادئة لفهم ما يجري والتفكير في صياغة مشروع مستقبلي».