شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

المؤبد لقاتل زميلته القاصر في معمل للخياطة بطنجة

ادعى إصابته بـ«الزهايمر» وصلاة الجنازة تفضحه

طنجة: محمد أبطاش

 

أدانت غرفة الجنايات الابتدائية، لدى محكمة الاستئناف بطنجة، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الخميس، المتهم بقتل زميلته في العمل بمعمل للخياطة باكزناية، وذلك بالسجن المؤبد، عقب متابعته بصك اتهام حول القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، حيث تعود فصول هذه القضية إلى شهر يونيو الماضي، بعدما اهتزت جماعة اكزناية على وقع هذه الجريمة المروعة، سيما أن الضحية قاصر لا تتجاوز 17 سنة من عمرها.

وحاول المتهم البالغ من العمر 19 سنة التملص أمام رئيس غرفة الجنايات الابتدائية لدى المحكمة خلال مناقشة الملف أول أمس الخميس، وإنكار أية صلة له بهذه الجريمة، وأنه لم يكن في وعيه الكامل، بل ادعى أنه مصاب بـ«الزهايمر» ولا يتذكر ما جرى بالضبط، في محاولة للتملص من هذه الجريمة المروعة، ويلتزم أحيانا الصمت، وهو ما جعل رئيس الغرفة، يمنحه بعضا من الوقت لالتقاط أنفاسه وبالتالي العودة إلى القاعة لمناقشة تفاصيل الملف، كما هدده بأنه سيمنحه مهلة تأجيل تصل لسنة كاملة حتى يستعيد «ذاكرته».

ومباشرة بعد هذه الاستراحة القصيرة، طلب القاضي من المتهم الكشف عن تفاصيل ما جرى بالضبط، وعلاقته بالضحية، خاصة وأنه صرح أمام الضابطة القضائية بأنه مغرم بها حد الجنون، وحاول الانتحار ثلاث مرات بسبب رفضها التقرب منه.

وفي الوقت الذي واصل الإنكار والصمت أمام الغرفة، استفسره القاضي حول مدى التزامه بالصلاة، فأكد أنه بالفعل يصلي، وحين سأله عن عدد ركعات العصر والمغرب، أجاب بشكل دقيق، فضلا عن جوابه كذلك عن عدد ركعات صلاة العيد، والتي أجاب عنها بشكل دقيق، وهو ما جعل القاضي يستفسره، لزيادة التأكد من مدى ادعائه المرض العقلي والنفسي، عن صلاة الجنازة وعدد الركعات فيها، ما جعله يتردد في الإجابة، بسبب مخاوفه من اكتشاف أنه بالفعل في كامل قواه العقلية، خاصة أنه ادعى كذلك أنه لم يصل قط صلاة الجنازة، ويمارس المراوغة فقط أمام المحكمة، وهو الأمر الذي فطن له القاضي وممثل النيابة العامة المختصة، ليتم رفض طلبات وملتمسات الدفاع حول الخبرة الطبية، وأن ادعاءاته تبقى مجرد ألاعيب يمارسها بعض المتهمين لمحاولة التملص وتمديد الملفات، مما جعل القضاء ينطق بحكمه في الواقعة بناء على جميع الأدلة المتوفرة بين يديه، بما فيها تصريحات الشهود والبصمات على السلاح الأبيض وغيرها.

وتعود فصول القضية إلى يونيو الماضي، بعدما قام المتهم بطعن زميلته في الشغل بواسطة السلاح الأبيض، إذ مباشرة بعد أن التحق بالعمل داخل المعمل، استغل فترة ولوجه المرحاض، ليقوم بالتوجه نحو الضحية، التي كانت جالسة وتشتغل وقتها، ليقوم بطعنها حتى الموت، وسط العشرات من العمال، ورغم تدخل عدد منهم، لثنيه عن فعلته، ناهيك عن محاولة الضحية كذلك صده، إلا أنه واصل طعنها في مختلف أنحاء جسدها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، كما هدد كل من اقترب منه، ليتم استدعاء مصالح الدرك الملكي التي أوقفته بعد محاصرته داخل المعمل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى