لا يمكن أن تعمل الذاكرة بشكل جيد طوال الوقت، ولكن كيف يمكن التمييز بين فقدان الذاكرة أو النسيان الطبيعي وبين المشاكل التي تستدعي القلق؟ وما الذي يمكن فعله في حالة النسيان المتكرر؟
تتعرض الذاكرة لتحديات كبيرة، فبين صعوبات الحياة اليومية والمشاكل الأكثر خطورة التي يمكن أن تشير إلى بداية المرض، ليس من السهل دائما إيجاد الحلول المناسبة.
عند التعرض لنسيان أمر ما في عمر الـ 15سنة مثلا كنسيان مكان وضع المفاتيح أو شيء من هذا القبيل، قد يكون الأمر طبيعيا ويعتبر عادي جدا لكن عند نسيان نفس الأمر مثلا في عمر الأربعين سنة قد يتساءل الشخص عن السبب مع أنه لا يوجد فرق بين الحالتين.
يمكن أن تؤثر مشاكل الذاكرة على أي نوع من الأشخاص. يعاني العديد من الأطفال والمراهقين من اضطرابات الذاكرة أثناء دراستهم لأسباب مختلفة وبدرجات متفاوتة. غالبا ما تكون فجوات الذاكرة غير مؤذية ولكنها قد تؤدي إلى إعاقة عند الإصابة بمرض أو صدمة.
النسيان أمر طبيعي، فيمكن أن تخذلنا ذاكرتنا عندما نتعرض للكثير من المحفزات الخارجية، أو عندما تحتكر المخاوف أفكارنا.
تلعب العواطف أيضا دورا مهما. يوضح الدكتور دانجين بأن العاطفة القوية تجعل من الممكن ترسيخ الذاكرة، من المستحيل أن تنسى، على سبيل المثال، تلك الحفلة المفاجئة قبل عشرين سنة، ولكن على العكس من ذلك، يمكن للسياق العاطفي المهم أن يعقد استعادة المعلومات التي يتم حفظها جيدا، كما هو الحال عند التحدث في الأماكن العامة.
في حين أن النسيان عملية طبيعية، إلا أنه يجب التحقق من أن مشاكل الذاكرة لا تكشف عن مشكلة صحية أساسية، دون تدخل الدماغ نفسه.
يمكن أن يكون اضطرابا في الغدة الدرقية أو انقطاع الطمث مصحوبا بهبات ساخنة شديدة واضطرابات مزاجية أو أمراض تتداخل مع النوم مثل انقطاع النفس الانسدادي أو متلازمة تململ الساق. يجب ألا نتجاهل تأثير بعض الأدوية مثل البنزوديازيبينات أو حتى مشاكل السمع.
في كل هذه الحالات، الذاكرة ليست سوى ضحية جانبية ولعلاج هذا، يجب معالجة المشكلة من مصدرها.