محمد اليوبي
منذ الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، بدأت تعج مواقع التواصل الاجتماعي بعشرات الأشرطة المصورة لنزول رجال السلطة للقيام بحملات تحسيسية أو لإخلاء الشوارع في إطار الإجراءات الوقائية من انتشار فيروس «كورونا»، لكن نساء السلطة «القايدات» خطفن الأضواء من زملائهن الرجال، وخلقن الحدث بطريقة تواصلهن مع المواطنين، كما أظهرت بعضهن صرامة في تفعيل قرار حالة الطوارئ.
وتحولت القايدة حورية التي تشتغل بمدينة آسفي إلى نجمة حالة الطوارئ بامتياز، وأثارت طريقة كلامها والعبارات العفوية التي استعملتها إعجاب المغاربة، وظهرت وهي ترتدي بذلتها العسكرية الرسمية بشوارع آسفي، تخاطب المواطنين عبر مكبر الصوت، خلال الحملة التحسيسية التي باشرتها السلطات المحلية لحث المواطنين على البقاء داخل منازلهم، وخاطبتهم بعبارات شعبية بسيطة وبطريقة تلقائية لإبلاغ رسالتها. وتحولت بعض هذه العبارات إلى أقوال مأثورة على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل «الناس كتموت وأنت كتكركر، على من زيناتك»، و«دخلو لديوركم، باركا علي من خيطي بيطي زيطي».
وأعطت القايدة حورية، التي تتحدر من حي بورنازيل بالدار البيضاء، المثال في طريقة تعامل رجال السلطة مع المواطنين، وكيفية إبلاغ رسائل التحسيس بأسلوب بسيط وسلس لسكان الأحياء الشعبية، والمثير في الأمر أنها تعرف أسماء سكان المنطقة الإدارية التي تشرف عليها من البقال إلى بائع الخبز، الذي قالت له «والله لا بقات فيك»، ورغم بساطة لغة تواصلها إلا أنها تحمل الكثير من الحزم والصرامة في تنفيذ التعليمات. والقايدة حورية حاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية والقانون الدستوري من جامعة الحسن الثاني بالبيضاء، وحسب تعليقات العديد من نشطاء المدينة فإنها معروفة بطيبوبتها وكذلك بصرامتها المعهودة وتفانيها في أداء مهامها على أحسن وجه.
وبمدينة الدار البيضاء برز نجم قايدة بالحي المحمدي، وأظهرت العديد من الأشرطة شابة ترتدي الزي العسكري الخاص برجال السلطة وهي تجوب أزقة وشوارع الحي رفقة أعوان السلطة وعناصر القوات المساعدة، لتحسيس المواطنين بأهمية حالة الطوارئ الصحية، ومطالبتهم بإخلاء الشوارع والبقاء داخل منازلهم، وحث أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها في حدود الساعة السادسة مساء، وبطريقتها البسيطة في التواصل، استطاعت إخلاء الأزقة الضيقة في ظرف وجيز، حيث لقي أسلوبها في التحسيس تجاوب عدد كبير من سكان الحي.
وبمدينة فاس، خلقت قايدة ملحقة عين عمير التابعة لنفوذ مقاطعة سايس، الحدث خلال الأسبوع الماضي، باقتحامها لقاعة للحفلات كانت تحتضن حفل زفاف بحضور عشرات المدعوين، وخرق صاحبها كل الإجراءات الاحترازية والوقائية ولم يمتثل لقرار إغلاق القاعات، وأثناء تدخلها تعرضت لوابل من السب والشتم من طرف الحاضرين، لكنها تعاملت بطريقة صارمة، وطلبت تعزيزات أمنية لفض العرس، وقررت ولاية الجهة تحريك المتابعة القضائية في حق صاحب القاعة الذي تحايل على إجراءات السلطة، بإغلاقه للباب الرئيسي للقاعة وفتح باب خلفي، لكن إبلاغ الجيران، عجل بتدخل القايدة في الحين، كما قرر مجلس الجماعة سحب رخصة القاعة المتواجدة بطريق إيموزار وإغلاقها لعدم امتثال صاحبها للتدابير والإجراءات الاحترازية للتخفيف من التجمعات للوقاية من انتشار فيروس «كورونا» لسماحه باستغلال حفل للزفاف.