شوف تشوف

الرئيسيةبانوراما

القارة الأوروبية تصل مرحلة خطيرة من تفشي فيروس كوفيد 19

مرة أخرى، عادت أوروبا لتصبح بؤرة تفشي وباء كورونا بعد ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد 19 بشكل مقلق للغاية. فقد فقدت السيطرة على عدد الإصابات حتى بعد التوصل إلى اللقاح ضد الفيروس. وأرجع عدد من الخبراء ذلك إلى التراخي في الالتزام بإجراءات السلامة العامة والتباطؤ في عملية التطعيم، مما جعل منظمة الصحة العامة تدق ناقوس الخطر وتحذر الدول الأوروبية من استمرار هذه الحال خوفا من أن تشهد القارة العجوز نصف مليون حالة وفاة بحلول شهر فبراير.

مقالات ذات صلة

أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من احتمال تسجيل نصف مليون حالة وفاة إضافية في أوروبا بحلول فبراير بسبب موجة جديدة من جائحة كورونا.

وأشارت منظمة الصحة العالمية، في تقريرها الأخير، إلى تسجيل زيادة بنسبة 6٪ في عدد الإصابات مقارنة بالأسبوع الماضي. وتعد هذه النسبة الأكبر على الإطلاق في أي منطقة في العالم، فيما سجلت مناطق أخرى “تراجعًا أو استقرارا” من حيث تفشي فيروس كورونا.

 

حالة حرجة في أوروبا

قال هانز كلوج، رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا، “لقد وصلنا إلى مرحلة خطيرة أخرى من عودة ظهور الوباء”. واعتبر أن الموجة الجديدة ترجع إلى عاملين: تخفيف إجراءات مكافحة “كوفيد -19″، وعدم كفاية تغطية التطعيم في دول البلقان وتلك الواقعة في شرق القارة.

وأوضح كلوج أن هناك ثلاثة عوامل مثيرة للقلق: معدلات انتقال الفيروس العالية، وتباطؤ التطعيمات وتخفيف القيود.

وفي غشت الماضي، قال هانز كلوج، مدير قسم أوروبا بالوكالة، في مؤتمر صحفي في كوبنهاغن، إن 33 دولة من الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 53 دولة لديها معدل إصابة أعلى من 10% في الأسبوعين الماضيين للتصريح، ويعود هذا الأمر إلى سيطرة متحور دلتا شديد العدوى. مضيفا أن الانتشار السريع للفيروس مُقلق للغاية، لا سيما في ضوء انخفاض معدل التطعيم في الفئات السكانية ذات الأولوية في عدد من البلدان.

ووفقاً لكلوج، فقد تراجعت نسبة التطعيمات خلال الأسابيع الستة السابقة لتصريحاته، بنسبة 14%، متأثرة بنقص الوصول إلى اللقاحات في بعض البلدان، وعدم قبول اللقاح في دول أخرى. وأضاف كلوج: «إن الركود في تناول اللقاحات في منطقتنا مقلق للغاية، لذلك يجب على البلدان زيادة الإنتاج، وتقاسم الجرعات، وتحسين الوصول إلى اللقاح».

كما أعرب العديد من الخبراء عن قلقهم من أن العدد المرتفع من إصابات COVID-19، إلى جانب الأنفلونزا الموسمية خلال فصل الشتاء، قد يضع عمال الرعاية الصحية تحت ضغط لا تمكن السيطرة عليه خلال عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.

ومن جانبه، قال المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية ديفيد نابارو، إن اللقاحات وحدها لن توقف الوباء بالكامل، يمكن للقاح أن يمنع حدوث الوفاة ويمكنه أن يوقف تطور الأعراض حتى لا تصل الحالة إلى مرحلة الأعراض الخطيرة، ولكن لوقف انتشار الفيروس، يجب أن نستخدم طرقاً أخرى، بما في ذلك الالتزام بوضع الأقنعة والتباعد الاجتماعي.

 

ألمانيا والجرعة المعززة

عقب تزايد أعداد الإصابات بكورونا في العديد من المدن في ألمانيا، تعتزم الحكومة الاتحادية الألمانية والولايات إتاحة جرعات معززة من لقاحات مضادة لكورونا لجميع المطعمين عقب ستة أشهر من تلقيهم التطعيم. وقال وزير الصحة الاتحادي، ينس شبان، عقب اجتماع وزراء صحة الولايات يوم الخامس من نونبر 2021 في مدينة لينداو، إن الولايات ستوفر من أجل ذلك حافلات ومراكز للتطعيم، مضيفا أن عيادات الأطباء ستشارك أيضا في هذه الحملة.

وقال شبان: «يجب أن يصبح تلقي جرعة معززة عقب ستة أشهر من التطعيم هو القاعدة وليس الاستثناء»، مؤكدا ضرورة تطبيق ذلك بشكل خاص على كبار السن وموظفي الرعاية والعاملين في المرافق الصحية. وأضاف شبان أن البلاد دخلت فترة صعبة للغاية في ما يتعلق بالوضع الوبائي لكوفيد-19 مع تزايد أعداد المرضى في العناية المركزة.

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم الحكومة المنتهية ولايتها، شتيفن زايبرت، إن على الجميع بذل قصارى جهدهم للتأكد من أن الشتاء لن يجلب معاناة لا داعي لها، مضيفا أن الزيادة الحادة في عدد الإصابات وزيادة العبء في المستشفيات في بعض المناطق «مقلقة للغاية»، داعيا مجددا إلى تلقي التطعيمات والجرعات المعززة وتطبيق اختبارات الكشف عن كورونا في دور رعاية المسنين.

وأشار المتحدث إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان سيُجرى عقد محادثات بين المستشارة المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل وقادة الولايات حول سبل التصدي لزيادة الإصابات.

وفي ضوء المرحلة الانتقالية نحو تشكيل ائتلاف حاكم جديد في ألمانيا، قال زايبرت: «لسنا في مرحلة ليست لدينا فيها حكومة»، موضحا أنه بموجب اليمين الدستورية، فإن ميركل «ستعمل على تفادي حدوث أي ضرر للشعب الألماني حتى اليوم الأخير من ولايتها».

وأعلن معهد روبرت كوخ الألماني لمكافحة الأمراض المعدية وغير المعدية أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي تم تسجيلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية (يوم الجمعة الماضي) بلغ 37120 حالة، استنادا إلى بيانات الإدارات الصحية المحلية. وللمقارنة، بلغ عدد الإصابات الجديدة قبل أسبوع 24668 إصابة. وسجل المعهد 154 حالة وفاة جراء الفيروس في غضون 24 ساعة، مقابل 121 وفاة يوم الجمعة قبل الماضي.

وأعلى إصابة سجلتها ألمانيا الآن، تعود إلى 18 من دجنبر الماضي، بواقع 33 ألفا و777 إصابة، من بينها 3500 إصابة تمّت إضافتها على نحو متأخر. كما سجلت أعلى عدد وفيات يومية جراء الفيروس حتى الآن في 14 يناير الماضي بواقع 1244 حالة.

 

أرقام مخيفة

بالإضافة إلى أرقام أخرى مقلقة للغاية أوروبيا في ارتفاع عدد المصابين بكوفيد -19 شهدت روسيا ارتفاعا كبيرا في عدد الوفيات الأسبوع الماضي، مع تسجيل أكثر من 8100 حالة وفاة. وكذلك أوكرانيا سجلت 3800 حالة وفاة. بينما أعلنت عن تسجيل 27377 إصابة جديدة خلال 24 ساعة الماضية. ولدى كلا البلدين معدلات تطعيم منخفضة للغاية.

وبدورها، سجلت رومانيا هذا الأسبوع أعلى نسبة وفيات خلال أسبوع (591 حالة).

أما في المجر فاق عدد الإصابات، حيث الالتزام بكمامة الوجه يقتصر على النقل العام والمستشفيات، ضعف العدد المسجل الأسبوع الماضي 6268 إصابة.

وأعلنت الحكومة الهولندية عن توجهها لإعادة فرض ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، مع ارتفاع نسبة الدخول إلى المستشفيات بسبب الإصابة إلى 31 في المائة.

كما سجلت كرواتيا 6310 حالات إصابة، وهي أعلى نسبة حتى الآن. بينما أعلنت سلوفاكيا عن تسجيلها ثاني أعلى عدد من الإصابات لديها للمرة الثانية. كما عاد معدل الإصابات المرتفع في جمهورية التشيك إلى نفس المعدل في فصل الربيع.

وارتفعت نسبة الإصابات الجديدة في إيطاليا بنسبة 16.6 ٪ الأسبوع الماضي، رغم تسجيلها أعلى معدلات التطعيم في العالم، لمن هم فوق 12 عاماً.

وتخطى عدد الإصابات في البرتغال أكثر من 1000 حالة لأول مرة منذ شتنبر.

وإجمالا تم تجاوز عتبة خمسة ملايين وفاة مرتبطة بكوفيد-19. وسجلت أوروبا وحدها أكثر من 1,4 مليون وفاة. ويسجل عدد الإصابات اليومية ارتفاعا منذ ستة أسابيع متتالية في أوروبا في عدد الوفيات اليومية مع حوالى 250 ألف إصابة و3600 وفاة يوميا استنادا إلى الأرقام الرسمية لكل دولة جمعتها وكالة الأنباء الفرنسية.

 

عقار ضد كورونا

من جهتها، أعلنت المملكة المتحدة، الخميس 4 من الشهر الجاري، بأنها أصبحت أول دولة في العالم توافق على عقار «مولنوبيرافير» المضاد لكوفيد-19 من إنتاج مختبرات ميرك الأمريكية الذي يعتبر أداة أساسية في مكافحة الجائحة.

ورأى وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، في بيان، «أنه يوم تاريخي لبلادنا لأن المملكة المتحدة باتت أول دولة في العالم توافق على مضاد للفيروسات يمكن تناوله في المنزل للعلاج من كوفيد-19»، مؤكدا أن “ذلك سيغير

وضع الأفراد الضعفاء والذين يعانون من قصور في المناعة بتمكينهم قريبا من استخدام هذا العلاج الثوري”.

في المتوسط، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، تلقى 47 في المائة فقط من سكان المنطقة التي تشمل دولا أوروبية والعديد من دول آسيا الوسطى، جرعتين من اللقاح. وبهدف مكافحة الوباء، دعت المنظمة إلى مواصلة حملات التحصين والاستخدام المكثف للكمامات والتزام إجراءات التباعد الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى