حاوره: النعمان اليعلاوي
بعيد أيام قليلة، يستقبل العالم سنة جديدة، ومعها انتظارات وآمال بمستقبل أفضل، فقد كانت السنوات الثلاث الأخيرة أكثر صعوبة على فئات عريضة من المواطنين، في ظل الأزمة الاقتصادية المرتبطة بانتشار وباء كورونا، وما خلفته من تبعات اجتماعية وسياسية وتغيرات حادة في عدد من الدول عبر العالم.
ويشكل التوقع الفلكي بابا من أبواب تقديم بعض (الإجابات) للمتطلعين لمعرفة ما سيحمله المستقبل من أحداث، وإن كان الجدل القديم الجديد يرافق هذا (العلم) بين من يعتبره مخالفا للشرع، ومما نهى عنه الدين، وبين من يعتبره مجرد توقعات بعيدة عن العلم الدقيق، إذ لا يعلم الغيب إلا الله، فيما يرفض أصحاب هذا المجال كل هذا، ويربطون التنجيم الفلكي بحسابات الكواكب والأفلاك والأبراج وتأثيرها على الإنسان.
في هذا الحوار مع «الأخبار»، يقرأ عبد العزيز الخطابي، الخبير الفلكي، فنجان سنة 2022، ويكشف توقعاته للسنة المقبلة، وما تخفيه الأفلاك من أحداث سيعيشها العالم في القادم من الأشهر، مبرزا أن هذه التوقعات تمتاز بكونها سياسية واقتصادية ولا تهم أفرادا بعينهم بل دولا وكيانات، وتبقى توقعات مبنية على حسابات فلكية.
– ما الأسس العلمية التي تنبني عليها التوقعات الفلكية؟
التوقعات الفلكية تنبني على أمرين أساسيين هما الخرائط الفلكية والأرقام الفلكية، وبالعودة إلى الأرقام الفلكية نجد أن المتخصصين في هذا العلم قسموا تلك الأرقام إلى صنفين: المحظوظة وغير المحظوظة، بالإضافة إلى الأرقام المؤنثة والمذكرة، أما الخرائط الفلكية التنجيمية فهي عمود علم التنجيم الفلكي، وهي التي تمدنا بالمعطيات التنجيمية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الحربية وغيرها، هذا دون إغفال عناصر أخرى تتعلق مثلا بتاريخ الميلاد بالنسبة للأفراد أو التأسيس بالنسبة للأشخاص المعنويين كالدول والمؤسسات والشركات.
– بمعنى أن التنجيم الفلكي يسري على الأفراد كما المقاولات والشركات والدول..
فعلا، التنجيم الفلكي يسري على جميع الكيانات، بما فيها الشركات والمؤسسات المالية وحتى العسكرية والاستخباراتية، فيمكن مثلا، انطلاقا من تاريخ تأسيس شركة ما بالإضافة إلى معطيات أخرى، أن نستطيع معرفة ما إذا كانت تلك الشركة محظوظة أم لا، وإذا ما كانت ستجد صعوبات معينة في السنة الحالية أو المقبلة، وإذا ما كانت تملك الحظوظ في إبرام صفقات ناجحة، وغير هذا.
– ما الأمور التي قد تغير من هذه التنبؤات المستقبلية؟
من بين الأمور الأساسية في تغيير التوقعات الفلكية، تغيير التواريخ والأزمنة، فبعض الأفراد أو المؤسسات قد لا تكون محظوظة في تاريخ معين لكن أكثر حظا في تاريخ آخر، وهذا مرتبط أساسا بتغير موضع الكوكب الخاص بأولئك الأفراد، فهناك بعض الكواكب التي تمر علينا كل ثلاث أو خمس سنوات، وأخرى مثلا تمر في عشرين سنة، فإذا كان كوكب النحس بنسبة لفرد معين من الذي يستغرق في الدار تلك العشرين سنة فقد يرافق النحس ذلك الشخص طيلة تلك المدة.
– هل هذه التنبؤات الفلكية ترتبط فقط بأمور عامة كالحظ والنحس، أم قد تصل إلى تفصيلات كأحداث مستقبلية؟
نعم قد يساعد علم التنبؤات الفلكية في التنبيه إلى أحداث قاسية قادمة لكن دون التفصيل الدقيق فيها، أو الاطلاع على أمور مبشرة، ولكن هذا يبقى محصورا على المعطيات التي نتوفر عليها والتي يتم اعتمادها لقراءة التنبؤات المقبلة، فقد نجد أن أفرادا معينين ليس لديهم حظ هذه السنة، لذلك مثلا ننصحهم بأن لا يتخذوا بعض القرارات التي سيكون لها تأثير عليهم، وتأجيلها للسنة المقبلة التي سيكون لهم حظ فيها، وبهذا قد يتجنب هؤلاء الأفراد مشاكل قد تصادفهم في مسارهم بمساعدة التنبؤات الفلكية.
– كيف تساعد الأبراج والتنبؤات الفلكية في معرفة شخصية الإنسان؟
إن معرفة الأبراج بالنسبة إلى الأفراد تساعد في معرفة طابعهم وتكوين شخصيتهم، وبالتالي معرفة نقاط قوتهم وضعفهم، في ما يخص الطبائع، ومعها أيضا معرفة الأوقات السلبية بالنسبة إليهم، وهي التي تتغير بتغير الأفراد وأبراجهم، وكذلك الأوقات السلبية، وهنا تكمن الاستفادة من علم التنجيم الفلكي.
– من هذا المنطلق، هل يمكن لشخص غير محظوظ أن يصبح محظوظا بفضل التنجيم الفلكي؟
لا، هذا الأمر غير ممكن، وهي مسألة أقدار، وإلا سنكون إزاء شعوذة وليس التنجيم الفلكي.
– لكن ما الفرق بين التنجيم الفلكي والشعوذة؟
هناك فرق شاسع بين الجانبين، على اعتبار أن التنجيم الفلكي مبني على قواعد ومعطيات فلكية علمية دقيقة، وهو لا يتدخل في تغيير الأحداث وتقديم وعود بتحسن وضع شخص ما، فما سيكون حاصلا سيحصل لا محالة، لكن التنجيم الفلكي بمثابة من ينبه إلى مشكل ما، كمن يعرف أن شخصا لا يحسن العوم وينبهه إلى أنه إذا أقدم على السباحة في مكان ما سيغرق، هو ذلك، فالمعطيات التي ينبني عليها التنجيم الفلكي، وهي قواعد وحسابات دقيقة، تنبئ المنجم بأن فلانا غير محظوظ في وقت مثلا، لذا فمن الأجود له عدم اتخاذ خطوة في ذلك الوقت تنبني نتائجها عن الحظ، وهذا بخلاف الشعوذة التي هي نصب على الأشخاص وتقديم وعود لهم بتغيير حالهم.
– بخصوص تنبؤات السنة المقبلة، ماذا ستحمل 2022 للمغاربة والعالم؟
أولا تجب الإشارة إلى أن سنة 2022 تحمل الرقم 6، أي بمعنى 2 الخاصة بالآلاف و2 العشرات و2 الوحدات، وهذا الرقم أي 6 يعتبر لدى المتخصصين في التنجيم الفلكي من الأرقام الشيطانية التي كانت تحمل أسطورة قديمة على علاقة بالعدد 666، بالإضافة إلى رأس السنة القادمة سيكون يوم السبت وهو اليوم السادس في الأسبوع، وهذا ما يعني أن السنة ستكون صعبة على العالم واقتصادات العالم، ولحسن حظ المغرب أنه ليس من الدول المصنعة، بل دولة فلاحية، والدول المصنعة هي التي ستكون أكثر تضررا في السنة القادمة.
– ما المعطيات الفلكية التي تنبئ بهذا؟
الأرض ستدخل في المدار الفلكي لكوكب زحل، وللإشارة، فزحل هو الكوكب السادس من حيث البُعد عن الشمس وهو ثاني أكبر كوكب في النظام الشمسي بعد المشتري، ويُصنف ضمن الكواكب الغازية مثل المشتري وأورانوس ونبتون، هو الذي سماه المنجمون القدامى وحتى المحدثون بكوكب «النحس الأكبر». وكانت التسمية بذلك لها أسباب وهي أن وضعية هذا الكوكب في حدود أي برج تحمل الصعاب والمشكلات والتعقيدات لمواليد هذا البرج، كما يؤثر هذا الكوكب على مجالات بعينها، وقد توارث الفلكيون هذه المعلومات وكانوا يتأكدون منها بالتجربة وتراكمت المعرفة وأصبحت هذه المعلومة شبه مؤكدة.
– ماذا بخصوص الجانب الإقليمي للمغرب، والعلاقات مع دول الجوار؟
إن سنة 2022 كما أشرت لك من قبل ستعرف انتصارا للدبلوماسية المغربية على الصعيد الدولي ولا على المستوى الإقليمي، وتفيد المؤشرات التنجيمية بأن العلاقات خصوصا بين المغرب والجزائر، ستعرف تحسنا نحو التهدئة والعودة للدفء، وجميع المؤشرات توحي بأن احتمال التصعيد أو حرب بين البلدين مستحيل في الظرفية الحالية أو مستقبلا، وبما فيها المؤشرات السياسية وأيضا التنجيمية.
– هل هذا التقارب سيكون بوساطة من دولة ما؟
طبعا سيكون بوساطة لكن ليست دولة عربية، بل من طرف إسرائيل، حيث تؤكد المعطيات التنجيمية أن الجزائر تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل، وهذا سيفضي إلى تدخل إسرائيلي لتقريب الرؤى بين المغرب والجزائر.
– وماذا عن العلاقات بين المغرب وإسبانيا وألمانيا؟
كل المؤشرات توحي بأن العلاقات بين المغرب وهذه الدول ستعود إلى سابق عهدها، بل إن هذه العلاقات ستتقوى إلى أحسن مما كانت عليه، وهذه المؤشرات بدأت منذ هذه السنة، وستتواصل وفق التوقعات الفلكية، كما سيحقق المغرب انتصارات على المستوى الدبلوماسي في إطار تعزيز العلاقات مع الدول العظمى، خصوصا الصين والولايات المتحدة، وهما قطبا العالم.
– هل ستشهد السنة المقبلة اعترافا رسميا لدول أوربية بمغربية الصحراء؟
فعلا من المحتمل بالشكل الكبير أن تشهد السنة القادمة اعترافا لدول كبرى بمغربية الصحراء، والدول الأقرب لهذا الأمر هي التي تعتبر اليوم أن الحل الفعلي للصراع حول الصحراء المغربية هو الحكم الذاتي، وهذا التنبؤ يشمل دولا في أمريكا الجنوبية وأيضا في أوربا، وهو ما سيشكل انتصارا مهما للمغرب في الملف.
– قلت إن السنة المقبلة ستكون صعبة، أين تتجلى هذه الصعوبة على مستوى السياسة العالمية؟
قد يشهد العالم حربا في منطقة من شرق آسيا، وخصوصا في ظل التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا، زيادة على ما ذكرت من أزمة اقتصادية مرتبطة بقرارات الإغلاق لكبح انتشار كورونا، وهذا الإغلاق يبدأ من احتفالات رأس السنة، وقد يشهد العالم أحداثا مضطربة في عدد من الدول.
– ما الحدث البارز الذي قد يشهده العالم في هذا السياق؟
الحدث البارز الذي سيشهده العالم هو وفاة رئيس دولة عظمى.
– ثم ماذا أيضا؟
من الأحداث البارزة أيضا التي سيشهدها العالم في سنة 2022، وقد تكون انطلاقتها في السنة المقبلة ثم تتبلور في التي تليها، هو إعلان الاتحاد الآسيوي، والذي سيضم الصين كقوة اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى دول شرق آسيا كاليابان وسنغافورة وماليزيا والهند، وهو الاتحاد الذي سيكون على شاكلة الاتحاد الأوروبي، ولكن أقوى على المستوى الاقتصادي، وحينها سيتصدر العالم باعتبار قوته الاقتصادية والبشرية.
– ماذا بخصوص مستقبل الدول العربية؟
ما يمكن أن أقوله هو أن بعض الدول العربية قد تشهد اضطرابات سياسية، حيث إن هذه الدول هي التي تدخل في خط كوكب عطارد، وإن كانت الأزمة ستكون عالمية بشكل عام ودولي.