الفلسطينية «إيناس» الزوجة الثالثة للشيخ الفيزازي التي أبرمت عقد زواجها في رفح
حسن البصري
للشيخ الفيزازي مسار حافل في عالم الزواج، فقد تزوج وعمره لا يتجاوز 22 سنة من فتاة لا يتعدى عمرها 15 سنة، وهي ابنة شيخه محمد الجباري. كانت حصيلة هذه العلاقة عشرة أبناء، من بينهم أربع بنات متزوجات ومستقرات في أوربا.
لكن محمد ما لبث أن تزوج للمرة الثانية سنة 1998، حين كان معلما واختار الارتباط بزميلة له تدرس مادة اللغة الفرنسية، وسنها آنذاك 38 سنة رزق منها بطفلين.
اشترطت الزوجة الثانية الاستقلال عن الأولى فاكتريا شقة، خاصة أن الزوجة الثانية تتمتع باستقلال مالي. وفي ظل تعدد زيجاته عاش الشيخ اختناقا ماليا ساهم بعض المحسنين في انفراجه، فراتبه كخطيب مسجد وتقاعده من التعليم لا يتجاوز ثلاثة آلاف درهم، وهو ما جعله يتعاطى للتجارة، خاصة «الزيت البلدي».
اعتقل الفيزازي إثر تفجيرات الدار البيضاء سنة 2003، وحكمت عليه المحكمة آنذاك بالسجن 30 عاما، غير أنه حصل على الإفراج سنة 2011 بعفو من الملك محمد السادس.
صنفت التقارير الاستخباراتية الفيزازي في خانة السلفية الجهادية وتارة ضمن السلفية العلمية، لكنه ظل يرفض هذه التصنيفات ويكتفي بالقول إنه مسلم وكفى، رغم أن له سوابق في محاولة تأسيس كيان حزبي «حزب العلم والعمل» الذي لم ير النور.
بعد تمتيعه بالعفو الملكي في 14 أبريل 2011، رفقة 91 سجينا، بعدما قضى ثماني سنوات وراء القضبان، قادته الأقدار إلى القاهرة ضيفا على حزب النور المصري. هناك عقد الشيخ محمد الفيزازي قرانه على فتاة فلسطينية من قطاع غزة، وهذه هي المرة الثالثة التي يتزوج فيها الخطيب. وذهبت رواية أخرى إلى أن الشيخ تعرف على الفتاة الغزاوية «إيناس» عن طريق صديق له بفلسطين، وقيل إنه وقع له وكالة لإتمام إجراءات الزواج بعدما رفض الدخول إلى قطاع غزة لعقد قرانه هناك، بعد حصوله على موافقة زوجتيه الأولى والثانية.
ولدت «إيناس» في ليبيا وعاشت في خمس دول عربية، إذ انتقلت مع والدها إلى السعودية حيث اشتغل مدرسا للدراسات الإسلامية، كما عاشت لفترة في سوريا ومصر قبل أن تعود إلى غزة سنة 2008، ومنها إلى المغرب.
أعجب الفيزازي بزوجته الثالثة واعتبرها ثابتة، وكانت تشتغل صحافية وعمرها آنذاك 34 سنة، أنجب منها طفلتين، لتصبح الحصيلة المؤقتة ثلاث زوجات و15 ابنا وتسعة أحفاد. رغم ذلك فهناك إجماع على أن الزوج يحاول قدر الإمكان العدل بين زوجاته الثلاث.
تقول «إيناس»، الزوجة الفلسطينية، إنها رفضت في بداية الأمر الارتباط برجل متزوج، لكن شقيقها حاول إقناعها بأهمية العرض، فكانت جلسة بين الطرفين انتهت بالقبول ليتم تسجيل عقد الزواج في رفح بفلسطين يوم 25 ماي 2012، ومنذ ذلك التاريخ لم تطأ «إيناس» أرض فلسطين.
ظل الزواج من الفلسطينية الأقرب إلى وجدان الشيخ الفيزازي، لكن الارتباط الجديد حتم عليه مضاعفة جهده لتدبير القدر الكافي من المال لإعالة أسرة متعددة الزوجات، علما أنه خصص لكل زوجة شقة تنفيذا لمبدأ الاستقلال، لكن الزوجة الأولى هي التي عاشت أقسى ظروف القهر أثناء فترة اعتقاله، حيث عانت من محنة «القفة» الأسبوعية له ولابنه عبد الإله، الذي كان معتقلا خلال الفترة نفسها في سجن «أوطيطا» بضواحي سيدي قاسم.
حرص الفيزازي على استقلال كل زوجة، وظل يتردد عليهن ليقضي مع أبنائه وبناته لحظات مستقطعة من انشغالاته. وعلى الرغم من تشدده الديني فإنه يجد متعة في قراءة الشعر، إذ كان في فترة شبابه مهووسا بالقصائد الشعرية خاصة العاطفية منها، ولطالما سهر الليالي لكتابة قصيدة مناجاة تحت ضوء الشموع لفتاة عشقها، فضلا عن ولعه بالرسم الذي كان هوايته الثانية بعد الشعر.
ولأن «إيناس» مغتربة فلسطينية، فقد ظلت ترافقه في رحلات استكشافية للمغرب، إذ زارت الصحراء المغربية وتوقفت بالداخلة، كما شاركته في زيارات لشمال المغرب رفقة ابتيهما «ميمونة» و«آمنة».
ولأن «الشرع عطانا ربعة»، فقد حاول الشيخ الفيزازي الزواج من سورية، لكن الإجراءات الشرعية تعطلت فصرف النظر عن رابع ارتباط، لغياب عذر شرعي.