الفئران
الناسا الإفرنجية، الكافرة. المؤامرة الماسونية التي تنشغل بأمور الدنيا والفضاء، المتجاهلة قصدا بمخططها لأمور الدين وعلماء فقه الحيض والنفاس النافع، وفقه الحدود والجنابات الدامغ.. الناسا تصل إلى كوكب بلوتو، وتكتمل مهمتها الأولية الممتدة لسنوات جادة وطويلة من العمل في استكشاف وزيارة كل كواكب المجموعة الشمسية..
لهم بلوتوتهم ولنا بلوتوتنا التي نستهلكها لنشر مخططنا الدعشوشي من أجل إقراض وانقراض المرأة من على وجه أرض الخلافة البغدادية، إقراضها لجهاد النكاح ومسحها من على وجه البسيطة بتلوينها باللون الأسود كاملة من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين، يرمز اللون الأسود لشيء ما هنا وربما هو محض مصادفة عنصرية تستمد ظلاميتها من لون العبيد و«وحشي» هند بنت عتبة.
لازلت مذ ابتلاني الله بالسينما أبحث عن ماكسيموس شهم روما، ماكسيموس الذي يرتدي الدرع ويرمي بالخوذة عند عراكه مع الأسود التي يطلقها عليه الدكتاتور غدرا بساحة روما العظيمة وحشودها من الغوغاء، ماكسيموس الذي يرتدي زي الحرب الذي يشبه التنورة إلى حد ما ولا يصرخ الرعاع بمناداته «خانيث»، يقاتل بشرف لتحرير العبيد لا لسجن مجرد قماش كونه من صنع إفرنجي فاضح. إن المعارك الكبرى يا رجالنا الرعاديد لا تخاض على المرأة، هذا الكيان الجميل والرقيق، على معارك الرجال أن تكون أكبر من مجرد حرب هندام تافهة..
أما هؤلاء المزورون فقد باعوا رجولتهم وخوذاتهم وسيوفهم وأدرعهم لأسيادهم من الاقطاعيين.. وانصرفوا جبنا وخبثا، لا شرفا نحو التباكي وتصوير مؤخرات النساء (هم أيضا يمتكلونها بالمناسبة) متناسين قصدا حروب الرجال الحقيقية وبطولاتهم وأمجادهم الأسطورية ورايات النصر المرفوعة فوق رأس العدو على أصوات نفير أبواق مصنوعة من قرن حيوان واحد القرن وجلد الأسود وعاج الفيلة، واعتلاء الحشود ورسم أساطير عن الرجال الحقيقيين، أبطال زمن ولى، بطولات جبابرة لا تنسى.
للمناسبة شرط: التماس لفأر العيد.
يا فأر العيد سنطعمك ما اشتهيت من الحلوى والسكاكر الملونة، فقط أرجوك لا تفضح إيمان «مصليات» عيدنا.
ثم علي أن أسألك ماذا تريد من إخافتك لآلاف الحشود الخاشعة؟! أستوردت «داعش» فئران العالم ولغمتهم هم كذلك ودست لهم العناكب السامة بأدمغتهم لإفزاع صلوات التراويح التي حرمتها شهر رمضان هذا! حتى صرنا نسمع عن «عقوبة صلاة التراويح»، أي دين هذا الذي يحرم الصلاة ويعتبرها بدعة؟ أخاف أن تطول هذه العقلية الفئرانية التجريبية البغدادية «فراشة» أسواقنا النموذجية والعشوائية.
أيتها الفئران الأليفة أرجوك، اتركينا لديننا وعيدنا في سلام، نأكل حلوى العيد، ونجمع دريهماته، ونصل أرحامنا في سلام، بسلام مغربي معتدل، بسلام نوستالجيا مغرب «جوق العميين» الجميل الجميل جدا، ذلك المغرب الذي نفتقده اليوم أمام تهجين جماعي لرجالنا اللطفاء، الذين صاروا أمام مجرد «مينيجوب» الستينات يقيمون السوق ويقعدونه، وهم يفرشونها للبيع بمحلاتهم بثمن مدخول عيشهم.