مقربون من رئيس المجلس البلدي وابنه عقدوا جمعا غير قانوني لوضع أيديهم على 600 مليون
الأخبار
منع عامل إقليم بنسليمان، بالتشاور مع المصالح المركزية، تسليم وصل إيداع لفريق الحسنية لكرة القدم، بعد تقدم أشخاص بطلب بهذا الشأن للتصرف في 230 مليونا جاثمة في حساب الفريق، بعد وفاة الرئيس بوشعيب جبار في فبراير الماضي، دون احتساب أموال أخرى متحصلة من الجامعة والجهات الداعمة ومنحة السنة المقبلة، ليصل المجموع إلى 600 مليون.
ورفض الباشا منح الوصل للأشخاص الذين تقدموا له بالطلب، ضمنهم شخص قدم نفسه على أنه الرئيس، وهو شاب عاطل عن العمل، معروف بمساندته لرئيس المجلس البلدي في الانتخابات، رغم أن الجمع عقد بطريقة سرية غير قانونية، إذ تمت عميلة الانتخاب في غياب ممثلي السلطة والجامعة والعصبة، بعد أن تبين أن الرئيس الذي تم تنصيبه قبل ذلك مطلوب لدى المصالح الأمنية، الأمر الذي تسبب في حرج كبير لدى الأجهزة المختصة.
وكشفت معطيات أن عددا من الأعضاء الحاضرين كانوا على علم بوضعية المرشح المبحوث عنه، ومع ذلك سهلوا دخوله القاعة، وانتخابه ثم انسحابه بسرعة البرق، متحديا الحواجز الأمنية رغم الكمين الذي تم نصبه.
وطلبت السلطات الوقت الكافي لدراسة ملفات وسير الأشخاص الذين تقدموا لها بالطلب، والذين تبين أنه لا تربطهم أي علاقة بالفريق، وأغلبهم معروفون بمساندتهم لرئيس المجلس البلدي في الانتخابات، كما أن جميع المنخرطين لم يدلوا بملفاتهم كاملة طبقا للقانون، خصوصا في ما يتعلق بشرط الإدلاء بالسجل العدلي، وهي الوثيقة التي أصبحت ضرورية في ملفات الانخراط للأشخاص الجدد.
وجاء الرفض أيضا بعد توصل عامل الإقليم بمراسلة من أعضاء من المجلس البلدي، مصحوبة بشكاية إلى الوكيل العام، يلتمسون فيها انتظار بت القضاء في ملف الفريق، والتهم الموجهة لبعض الأعضاء، والتي تتعلق بتبديد أموال عمومية، من قبل رئيس المجلس البلدي وابنه، بعد توقيع عقد شراكة بينهما، بقيمة 119 مليونا لخمس سنوات، تم رفعها إلى 200 مليون سنويا، بدون أي محاسبة أو مساءلة.
ومما زاد في توريط الأشخاص الذين تقدموا بطلب الوصل أنهم أدلوا بتقرير مالي لا يتضمن تأشير خبير محاسباتي، ولا يتضمن حساب فترة الرئيس الراحل بوشعيب جبار، إضافة إلى الخروقات القانونية التي عرفها، والتي جعلت جامعة الكرة لا تعترف به وتمنع ممثلها من حضور الجمع.
وحصل فريق الحسنية، منذ وصول جديرة إلى المجلس البلدي، على أكثر من مليار سنتيم، علما أن ابن رئيس المجلس هو الذي وقع الشراكة في حالة تناف سافرة، قبل أن يحكم قبضته على الفريق من خلال تشكيل أغلبية من المنخرطين يوجهها كيفما شاء.
وأمام تشدد السلطات ومطالبتها بتطبيق القانون، وتقديم الحسابات وافتحاص سير الأعضاء الذين تقدموا لها بطلب الحصول على الوصل، قام الفريق بمقاطعة مباراة أمام وداد فاس، للضغط على الباشا، في وقت تصاعدت فيه الاحتجاجات في المدينة ضد الريع الذي ينعم فيه الفريق دون حسب ولا رقيب، في الوقت الذي تعاني فيه عدة قطاعات تهميشا كبيرا.