شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

“العائد”..

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

 

قبل أربع سنوات، لم يكن أحد ليصدق هذا السيناريو الذي آلت إليه الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. “كامالا هاريس” وأنصارها ابتلعوا هزيمة قاسية أمام ترامب الذي عاد من تجربة “درامية” بعد أن كانت عقوبة السجن تُلوح أمامه من بعيد على إثر الأحداث العنيفة التي شهدتها البلاد بعد خسارته الانتخابات السابقة وهبوط أنصاره إلى الشوارع وافتعال أعمال شغب وشُبهات جنائية حامت حول اسمه مباشرة بعد مغادرته البيت الأبيض.

ليلة طويلة إذن قضاها الأمريكيون قبل طلوع شمس الأربعاء رأوا خلالها “ترامب” ينبعث من رماده مُحاكيا أسطورة الفنيق.

حسم اليمين إذن أربع ولايات من أصل سبع يُلقبها الخبراء الأمريكيون بالولايات المتأرجحة، بينما تفوق ترامب على كامالا هاريس بفارق كبير في النتيجة النهائية.

المشاهير الذين وقفوا ضد ترامب في ولايته السابقة واتهموه بالعنصرية، يوجدون هذه الأيام في موقف محرج، خصوصا وأن فاعلين دوليين خارج الولايات المتحدة، أصبحوا الآن ينتظرون من ترامب الرئيس الجديد، أن يُنهي حالة الاحتقان في أكثر من نقطة عبر العالم. خصوصا وأنه صرح سابقا، ووعد الأمريكيين، عامين قبل الانتخابات الأخيرة، أن يُنهي الحروب ويحل الأزمة الروسية الأوكرانية بمكالمة هاتفية واحدة فقط، إن انتخبوه رئيسا من جديد.

في خطابه عقب الإعلان عن فوزه بالانتخابات، صرح ترامب للصحافة محاطا ببعض أنصاره وأفراد من أسرته، أنه صنع التاريخ في الولايات المتحدة، وأن أمريكا منحته الآن تفويضا غير مسبوق وأنه “استعاد مجلس الشيوخ” في إشارة إلى القرارات التي سوف يتخذها فور دخوله إلى المكتب الرئاسي.

الأمريكيون ينتظرون من ترامب حل مشاكل الاقتصاد وسن تسهيلات في ما يخص الضرائب، وإعادة الانتعاش إلى الدولار وخلق مناصب شغل جديدة، ثم حل مشاكل الهجرة. مشاكل لا ينظر إليها الأمريكيون اليمينيون إلا بمرآة العنصرية معتبرين أن أصل كل مشاكل الاقتصاد الأمريكي هم المهاجرون من أمريكا الجنوبية على وجه الخصوص.

يضع المكسيكيون أيديهم على قلوبهم الآن، لأن ترامب وعد سابقا بتنفيذ مشروع وصفه الكثيرون بالأحمق، لكنه قابل للتنفيذ وسوف يكلف أمريكا مبالغ طائلة، لإقامة سور على طول الحدود الجنوبية الأمريكية الهدف منه منع تدفق الهجرة برّا.

أول أمس، نشر السفير الأمريكي السابق في الرباط، “دافيد فيشر”، تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، يُهنئ فيها ترامب على عودته إلى البيت الأبيض، مستعيدا ذكرياته سفيرا في الرباط معلنا عن مدى أهمية العلاقات الثنائية المغربية الأمريكية واصفا الفترة التي قضاها في المغرب بالناجحة. في إشارة إلى الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وإقرار الخريطة الكاملة للمغرب. السيد “فيشر” دخل التاريخ عندما وقّع على أول خريطة مغربية غير مجزوءة اعتُمدت في مكتبه بالسفارة.

عودة “ترامب” ضربة موجعة للديموقراطيين. لا أحد اتفق مع الموقف الأمريكي الأخير بشأن ما يقع في الأراضي الفلسطينية، والأخطاء التي وقع فيها “جو بايدن” في تدبيره للدعم الأمريكي للموقف الإسرائيلي. ويُنتظر أن تدخل المنطقة فترة وقف إطلاق النار، لإيقاف النزيف الكبير في قطاع غزة.

أغلب الدول الأوروبية قلقة بشأن عودة الرئيس ترامب إلى السلطة. الصينيون يراقبون الأجواء، بينما الروس فرحون بعودة الرئيس الذي يفهمهم جيدا.

ترامب “العائد” سوف يجد أن ملف قضية الصحراء المغربية شهد تطورات مهمة في الفترة التي كان فيها هو خارج البيت الأبيض. آخر القرارات التي اتخذها قبل مغادرته البيت الأبيض قبل أربع سنوات، كانت التوقيع على الاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، وها هو اليوم يعود وقد حقق المغرب مكاسب كثيرة على الطريق حاصدا اعتراف دول كبرى بسيادة المغرب على كامل ترابه. في انتظار ما سوف يُعلن عنه الرئيس في مقبل الأيام بشأن الاستثمارات الأمريكية، ها هم الأمريكيون الذين منحوا أصواتهم لترامب يصنعون التاريخ بإعادة أكثر رئيس مثير للجدل في العالم، إلى “أخطر” منصب في العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى