كلميم: محمد سليماني
عاشت امباركة بوعيدة، صباح أول أمس الاثنين، لحظات صعبة قبيل انطلاق دورة يوليوز العادية لمجلس جهة كلميم، بعدما تخلف عدد كبير من أعضاء المجلس الموالين للأغلبية المسيرة عن حضور أشغال الدورة.
واستنادا إلى المعطيات، فإن دورة المجلس تأخرت عن موعدها المحدد بما يزيد عن ساعة، وذلك لعدم اكتمال النصاب القانوني، حيث حضر 18 عضوا فقط من أصل 39 عضوا، فيما رفض الآخرون الحضور لأسباب متعددة، ما اضطر رئيسة الجهة إلى المكوث في مكتبها، كما ظل والي الجهة بمكتبه بمقر الولاية رفقة عمال الأقاليم ينتظرون من الرئيسة تسوية وضعية الجلسة.
واستنادا إلى المصادر، فإن رئيسة الجهة ظلت تتصل بعدد من الأعضاء من أجل الحضور وإنقاذ الدورة من التأجيل، فيما رفض بعض الأعضاء التجاوب مع توسلات الرئيسة لهم، أما البعض الآخر فقد رفض الرد على اتصالاتها. وبعد جهد جهيد، وعقب تقديم وعود مختلفة وتطمينات متعددة، تجاوب عدد قليل من الأعضاء مع توسلاتها، حيث التحق بعضهم بمكان انعقاد الدورة حتى بلغ عدد الحاضرين 22 عضوا فقط، كما التحق، بعد اكتمال النصاب، عضوا المعارضة ليصبح العدد 24 عضوا.
هذه السابقة حدثت لأول مرة بمجلس الجهة في ظل ولاية امباركة بوعيدة، حيث قاطع الدورة أعضاء ينتمون إلى حزب الرئيسة، منهم إحدى نائباتها، إضافة إلى منتخبين من التحالف المسير للمجلس، والمكون من حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة.
ويحتج عدد من أعضاء الأغلبية المسيرة على استحواذ الرئيسة على كل مفاصل تدبير شؤون مجلس الجهة، حيث لم تمنح أيا من نوابها الستة أي تفويض لتدبير أي قطاع أو مهام من مهام المجلس، إذ ينحصر دورهم، منذ تشكيل المجلس، في حضور الدورات والتصويت على نقط جدول الأعمال فقط، مقابل الاستفادة من بعض الامتيازات كالسيارات وتعويضات التنقل أو التكليف بمهمة.
وبلغ عدد المقاطعين لدورة يوليوز 17 عضوا، إذ دخل المقاطعون في تنسيق متواصل، خلال الأيام القليلة الماضية، من أجل التصدي الجماعي لرئيسة الجهة وإيقاف طريقة تدبيرها للمجلس. وعرفت الجهة، خلال الأيام القليلة السابقة للدورة، استنفارا كبيرا من أجل تشتيت تنسيق الغاضبين، دون جدوى، كما دخلت جهات مسؤولة على الخط من أجل ثني الأعضاء الغاضبين عن هذا التنسيق، إلا أنهم رفضوا التجاوب مع تلك التدخلات.
وفي سياق متصل، فإنه ما أن انتهت الدورة العادية للمجلس حتى دخل بعض الأعضاء في نوع من التجاذبات التي وصلت إلى مستوى العراك بالأيدي، حيث نشب صراع بين عضوين من المجلس بسبب خلافات شخصية.