شوف تشوف

الرأي

الشخصيات الأكثر تأثيرا في حياة الناس

خالص جلبي
عالمنا الذي نعيش فيه رسم بريشة من العشرات المبدعين والمبدعات وأتذكر (روزاليند فرانكلين)، التي وصلت إلى فهم البناء الذري للكود الوراثي، فسرق عملها وووصل إلى يد الثنائي (جيمس واتسون) و(فرانسيس كريك)، فنالا جائزة نوبل في الوقت الذي كانت هي تحتضر في سكرات الموت من تأثير الأشعة السينية، التي استخدمتها للكشف عن التركيب الحيوي في كل خلية من جسمنا. كذلك (باربارا مك كلينتوك) التي فهمت ظاهرة الطفرة في الجينوم. يضاف إليها فهم سر الحياة على يد امرأتين هما (كارول كرايدر) و(إليزابيث ماك بورن) في فهم انحلال الكروموزوم في نهايته، من خلال ضعف خميرة التيلوميراز. وتدور الأبحاث حاليا عن السر في تطويل العمر قرونا، كما عاش نوح وفتية الكهف. والقائمة تطول ويعتبر مثلا (جيمي والاس Jimmy Wales) مبدعا بحق، في دفع انسكلوبيديا خرافية إلى صفحات الإنترنت، باسم (ويكي بيديا Wikipedia) وكلمة ويكي هي من مكان ولادته، من لغة هاواي وتعني السرعة، حيث احتشدت بمليون مقالة باللغة الإنجليزية، وتتضاعف كل عام، وهي أكبر بعشر مرات من الموسوعة البريطانية (انسكلوبيديا بريتانيكا)، وحاليا يحمى الموقع من القراصنة بعشاقها من الملايين فيرممونها مع كل هجمة.
ويمكن لطفل الدخول عليها بسهولة، والاستفادة منها، ومشكلتنا مع المعرفة حاليا هي طوفان المعلومات أكثر من شح المعلومات، فتبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام. أما (جيوفري ريشت) فهو أبو الظواهر المعقدة، وكيفية فهم العلاقات الخفية، كما في الربط بين الموسيقى والرياضيات وهو يذكر بأوسفالد شبنغلر الألماني وفيثاغورس اليوناني القديم، في إماطة اللثام عن هذا السر. أما (مايك براون Mike Brown) فأطلق عليه لقب (كابوس بلوتوPluto Nightmare)، فقد تبين أن بلوتو لا يستحق اسمه، وأن هناك ما هو أكبر منه، ومعلوماتنا أن قطر بلوتو هو 2300 كلم، ولكن هناك عند حزام كويبر المغلف للنظام الشمسي، مقبرة من الحطام الكوني، وعلى حافتها عثر على كوكب قطره أكبر من بلوتو بطول 2700 كلم، والخطة الحالية أن يشطب اسم بلوتو من قائمة السماء، والفضل في هذا يعود إلى هذا العالم الصبور. أما (كيلي براونيل) فقد ذهل من مشكلة البدانة في أمريكا؛ فهو يعمل عليها؛ لأنها من أعظم مشاكل العصر للجنسين. وهي في عمقها أيضا مشكلة ثقافية في كيفية تعامل الإنسان مع الطعام. ومما عرفت أن ثلث سكان الدول النفطية مصابون بداء السكري، الذي هو أبو العلل فهو المسؤول عن غشاوة العين وفشل الكلى والعنة الجنسية وآخر من شكله أزواج. ولذا فالنفط كان لعنة على أهل الخليج، وعلينا نحن العرب فقد استخدم لتدمير الربيع العربي.
وتأتي في القائمة امرأة غريبة الأطوار هي (نانسي كوكس Nancy Cox) التي تتنبأ بشر العواقب، لو أن فيروس (حمى الطيور) تلاقح مع فيروس (البرد = الرشح) عند الإنسان، فستكون كارثة طامة على قوس الكرة الأرضية مهددة للجنس البشري بالثبور وعظائم الأمور، ولذا تقترح حل اللقاح المزدوج، والمرأة جادة. وعالم الفيروسات من الإيبولا والإيدز كافيين لإثارة الذعر. وهناك قائمة طويلة من النساء المبدعات مثل (أوبرا)، صاحبة البرنامج الشهير، وكانت أول رئيسة لجمهورية إفريقية هي (إيلين جونسون سيرليف) في مونروفيا، و(مختاران بيبي ) التي اشتهرت في قضية اغتصاب النساء في باكستان، فانبرت للدفاع عن حقوق المرأة، ولمع اسمها في العالمين، من حيث أراد الفحول اغتصاب إرادتها واسمها.
ولا ننسى شيرين عبادي من إيران، والمكافحة السلمية في بورما (أوانج سا سو كايا) التي أنسى اسمها دائما لصعوبته. وبكل أسف خذلتنا في محنة الروهينغا المسلمين، ربما لخوفها من فقد تأثيرها في أتباعها، أو بتعبير مجلة «دير شبيغل» الألمانية هشاشة الديموقراطية وحرصها على حضانتها، ولكن المسلمين أحرقوا بالنار وهي تتفرج على المأساة. وهو يذكر بقول غاندي إن القائد هو الذي قد يمشي بوما لوحده إن تطلب الأمر، ولا يخضع لرأي الغوغاء. وفي السياسة لمعت (أنجيلا ميركل)، المستشارة الألمانية، عبرة للعالمين عن تفوق المرأة في حل المشاكل، وكادت رويال الفرنسية أن تطيح بساركوزي الداهية الذي ودع بفضائح، لولا تدخل أمريكا والفحول وإسرائيل وضعف المغاربة واللوبي الإسلامي وتشرذمه. وماكرون الحالي ليس بأفضل حالا، وقد علمته جماعة السترات الصفراء درسا في الديموقراطية. ويأتي رجل حاول جمع حكمة الشرق مع مخابر الغرب هو (ريشارد دافيدسون Richard Davidson) الذي يعمل مع الدلاي لاما، ويشتغل في مخبر (W.M.Keck) بجامعة (فيسكونسين Wisconsin)، حيث يقوم بتصوير الدماغ مع السلوك، في وضعية النشاط العقلي والعاطفي، ليرى مقدار المرونة العصبية في قدرة الدماغ، على التطور والتبدل خلال الحياة، وكيف يغير التأمل (الصلاة) حالة الدماغ الفسيولوجية، واكتشف هذا الباحث موضعا خلف الفص الأمامي الأيسر في الدماغ له علاقة حاسمة مع الأميجدالا، وهي مركز العواطف في الفص الصدغي، والمنطقة مسؤولة عن حالات الاستبطان العميق في التأمل، وسخر الإمكانيات التكنولوجية للكشف عن الظاهرة المزدوجة للإنسان بين الروح والمادة المحيرة للطب والفلسفة منذ القديم، ويحاول رسمها موضوعيا بدراسة الدماغ بالرنين المغناطيسي، وتصوير الدماغ بالبوزيترون، وقياس الفيسيولوجيا العصبية الكمية في الدماغ، وقد تقود أبحاثه إلى علاج القلق واضطراب المزاج، كما قد تنفع استراتيجيا في حمايتنا من الشيخوخة وضياع الذاكرة، والانحطاط المعرفي، وفي هذا الرجل ـ كما وصف ـ اجتمعت حكمة الشرق مع مخابر الغرب، وبدأت في تبديل مفاهيمنا عن الخبرة الإنسانية، والطاقات الكامنة في جنسنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى