شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرخاص

السجون المغربية.. قنبلة الاكتظاظ

أزيد من 100 ألف عدد السجناء ويتوقع أن يتجاوز عددهم 122 ألفا سنة 2028

أصدرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تقريرا عن أنشطتها لسنة 2023، ورد في 134 صفحة. وجاءت الأرقام والإحصاءات الخاصة بالساكنة السجنية صادمة، بالنظر إلى عدد المعتقلين داخل السجون المغربية، التي يبلغ عددها 75 مؤسسة سجنية، منها 67 سجنا محليا و4 سجون فلاحية، وسجنان مركزيان ومركزان للإصلاح والتهذيب. وتتوفر جهة الرباط سلا القنيطرة لوحدها على 11 سجنا محليا من مجموع هذه المؤسسات، متبوعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة بـ10 سجون محلية، ثم جهة الدار البيضاء سطات بتسع مؤسسات سجنية محلية مناصفة مع جهة فاس مكناس، فيما تأتي جهة الداخلة وادي الدهب الأخيرة بسجن محلي واحد فقط.

 

سعيد غيدَّى

 

بلغ عدد السجناء، إلى حدود متم سنة 2023، ما مجموعه 102.653 معتقلا، أي بمعدل 267 سجينا لكل 100 ألف نسمة، فيما كان عددهم 86.384 معتقلا بين سنتي 2019 و2023، أي بنسبة 18,83 بالمائة. وتخلل هذا التطور انخفاض بنسبة 1,6 بالمائة ما بين سنتي 2019 و2020 بسبب الظرفية المرتبطة بجائحة كورونا وما صاحبها من تجميد لأنشطة المحاكم وتدابير عفو اسـتثنائية. وأثر هذا الانخفاض، بحسب التقرير، على متوسط التطور السنوي، حيث بلغ 4,4 بالمائة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2019 و2023.

وارتفع عدد الساكنة السجنية بنسبة 5.6 بالمائة، بين سنتي 2022 و2023، مقابل 9.3 بالمائة بين سنتي 2021 و2022، فيما أوردت معطيات نشرها موقع prisonstudies.org أن الطاقة الاستيعابية للسجون المغربية لا تتجاوز 64.649 سجينا، ما يعني أن عدد السجناء الحاليين تجاوز الطاقة الاستيعابية للمؤسسات السجنية بنسبة 158.8 بالمائة.

وتتوقع المندوبية أن يرتفع عدد السجناء هذه السنة بنسبة 1,10 بالمائة، مقارنة بالسنة الماضية، ويتواصل الارتفاع خلال السنوات الموالية بنسبة إجمالية تقدر بـ19.54 بالمائة إلى غاية سنة 2028، التي من المحتمل أن يبلغ عدد السجناء خلالها 122.714 سجينا.

وارتفع عدد السجينات بنسبة 7.8 بالمائة، مقارنة بنسبة ارتفاع عدد السجناء بين سنتي 2022 و2023، وهي نسبة مرتفعة خلال العشر سنوات الأخيرة، في المقابل تتوقع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج انخفاضا طفيفا سنتي 2024 و2025، ليعود سنة 2026 ويقترب من العدد المسجل سنة 2023 ويرتفع من جديد ليصل سنة 2028 إلى 2777 سجينة.

 

المغرب.. الثاني عربيا

احتل المغرب – بحسب تقرير المركز الدولي لدراسات السجون- الرتبة الثانية عربيا في سلم ترتيب عدد السجناء، فيما جاءت مصر الأولى عربيا بمجموع سجناء بلغ 120 ألف سجين، ثم الجزائر ثالثة بمجموع سجناء بلغ 94.749 سجينا، ثم العراق بمجموع سجناء وصل 73.715 سجينا، والمملكة السعودية بـ 68.056 سجينا، وتونس بـ23484 سجينا، ثم المملكة الأردنية بـ19140 سجينا، متبوعة بليبيا بـ19103 سجناء، ثم لبنان التي بلغ عدد سجنائها 8502 سجين، والبحرين في الرتبة الأخيرة ضمن هذه الدول بمجموع سجناء بلغ 3485 سجينا.

 

العازبون والشباب في مقدمة السجناء

تتصدر فئة العازبين قائمة السجناء، بنسبة 62.70 بالمائة من مجموع الساكنة السجنية لسنة 2023، تليها فئة الشباب الأقل من 30 سنة، بنسبة 47.68 بالمائة، من مجموع الساكنة السجنية، ثم فئة المعتقلين الاحتياطيين الذين بلغوا 37.56 بالمائة من مجموع السجناء، تليها فئة العاطلين بنسبة 15.41 بالمائة، والأميين بنسبة 10.69 بالمائة. وبلغت نسبة النساء السجينات 2.47 بالمائة، ثم المسنين بنسبة 2.19 بالمائة والسجناء الأجانب بنسبة 1,48 بالمائة، ثم الأحداث بنسبة 1.22 بالمائة، وفي الأخير سجناء في وضعية إعاقة بنسبة 0.32 بالمائة من مجموع الساكنة السجنية.

وتصدرت فئة الشباب من 20 سنة إلى أقل من 30 سنة لائحة المعتقلين حسب السن، إذا بلغوا خلال سنة 2023، ما مجموعه 43.778 سجينا، وجاءت فئة من 30 سنة إلى أقل من 40 سنة، الثانية بنسبة 30.381 معتقلا، وفئة من 40 سنة إلى أقل من 50 سنة، في الرتبة الثالثة بمجموع سجناء بلغ 15.038 سجينا.

أما المستوى الدراسي للمعتقلين، فقد تصدر المستوى الابتدائي اللائحة، بنسبة 39.61 بالمائة، أي 40.659 سجينا. يأتي ثانيا المستوى الإعدادي بمجموع سجناء بلغ 35.372 سجينا بنسبة 34.46 بالمائة، ثم المستوى الثانوي بـ11.830 سجينا بنسبة 11.52 بالمائة، والأميون في الرتبة الرابعة بـ10.975 سجينا، بنسبة 10.69 بالمائة. واحتل المستوى الجامعي الرتبة الأخيرة في عدد السجناء حسب المستوى الدراسي، بمجموع 3813 سجينا، أي بنسبة 3.72 بالمائة.

 

 

عدد الوافدين على السجون سنة 2023

قالت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج إن نسبة الوافدين على المؤسسات السجنية خلال سنة 2023، بلغت 111.697 وافدا جديدا، يشكل فيهم الذكور نسبة 96 بالمائة، والإناث 4 بالمائة. وبحسب الوضعية الجنائية، فإن الوافدين الاحتياطيين بلغوا نسبة 95 بالمائة، أغلبهم وافدون في حالة سراح على المؤسسات السجنية، ويتابعون في جرائم القوانين الخاصة، وبالجرائم المتعلقة بالأموال، والجرائم المرتكبة ضد الأشخاص، ثم جرائم مرتكبة ضد نظام الأسرة والأخلاق العامة وجرائم أخرى مرتكبة ضد الأمن العام وغيرها.

في المقابل يبلغ عدد السجناء المدانين والمكرهين بدنيا 64.101 سجين، أي ما يشكل نسبة 62.44 بالمائة، من مجموع الساكنة السجنية، ويتصدر المدانون في جرائم القوانين الخاصة، قوائم هؤلاء، إذ يبلغ عددهم 21.495 سجينا، يليهم المدانون في جرائم الأموال بـ17.250 مدانا، وجاءت العقوبات قصيرة المدة (سنتان فأقل) على رأس قائمة العقوبات التي أدين بها هؤلاء، بنسبة تقارب 50 بالمائة من مجموع المدانين، فيما لا تتجاوز نسبة السجناء المحكوم عليهم بالمؤبد أو الإعدام نسبة 1 بالمائة من مجموع المدانين.

 

 

ارتفاع عدد السجناء الاحتياطيين

بالنسبة لعدد السجناء الاحتياطيين، تتوقع المندوبية أن يرتفع بنسبة 22.98 بالمائة سنة 2028، وأن يصل عدد السجناء المدانين نسبة 8.22 بالمائة، والذي يرتقب أن ينخفض متم هذه السنة وسنة 2025، ويرتفع مرة أخرى ليصل سنة 2028 لـ69.368 سجينا مدانا. وإذا تأكدت هذه التوقعات، فإن المعتقلين الاحتياطيين سيمثلون 38.63 بالمائة من إجمالي نزلاء السجون، في أفق سنة 2028.

أما السجناء الوافدون من حالة سراح، فمن المتوقع أن يرتفع عددهم بنسبة 13.66 بالمائة، إلى حدود 2028، ليصل إجمالي عددهم إلى حوالي 126.962 وافدا جديدا.

 

 

المدن أكثر من القرى وجهة البيضاء الأولى وطنيا

جاء السجناء المنتمون إلى المدن الكبرى في مقدمة المعتقلين حسب المنحدر الجغرافي، إذ بلغ عددهم 50.510 سجناء ضمنهم 49.733 سجينا ذكرا، و1133 سجينة أنثى، بنسبة 49.20 بالمائة، ثم 36.166 سجينا، ينحدرون من المدن المتوسطة، بعدد ذكور بلغ 35.154 سجينا، وبعدد إناث بلغ 1012 سجينة أنثى، بنسبة بلغت 35.23 بالمائة، فيما ينتمي حوالي 15.977 سجينا إلى الوسط القروي، بنسبة 15.56 بالمائة، بعدد سجناء ذكور بلغ 15.588 سجينا، وعدد إناث يبلغ 389 سجينة.

وبخصوص عدد السجناء حسب الجهات، جاءت جهة الدار البيضاء سطات في الرتبة الأولى، بعدد سجناء بلغ 22.170 سجينا، بنسبة 21.60 بالمائة، تبعتها جهة الرباط سلا القنيطرة بعدد سجناء بلغ 19.553 سجينا، بنسبة 19.05 بالمائة من مجموع الساكنة السجنية، وفي الرتبة الثالثة حلت جهة فاس مكناس بـ13.937 سجينا، أي بنسبة 13,58 بالمائة، وجاءت جهة مراكش آسفي الرابعة بعدد سجناء بلغ 10.860 سجينا، بنسبة 10.58 بالمائة، وحلت جهة بني ملال خنيفرة في الرتبة الخامسة بـ9.127 سجينا، بنسبة 8.89 بالمائة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة السادسة بعدد سجناء بلغ 7195 سجينا، بنسبة 7.01 بالمائة، ثم جهة سوس ماسة بـ6.691 سجينا، بنسبة 6,52 بالمائة، خلفها جهة الشرق بـ6.582 سجينا بنسبة 6.41 بالمائة، تليها جهة درعة تافيلالت بـ2.579 سجينا، بنسبة2.51 بالمائة، وجهة كلميم واد نون بحوالي 2.371 سجينا، بنسبة 2.31 بالمائة، وجهة العيون الساقية الحمراء بـ1133 سجينا، بنسبة 1.10 بالمائة، وأخيرا جهة الداخلة واد الذهب بـ455 سجينا، بنسبة 0.44 بالمائة.

وجاء العازبون في الرتبة الأولى ضمن تصنيف المعتقلين حسب الحالة العائلية، حيث بلغ عدد الذكور 63.628 سجينا، مقابل 738 أنثى سجينة، بنسبة بلغت 62.70 بالمائة، والمتزوجون بمجموع 31.002 سجينا ذكرا، و1022 أنثى سجينة، بنسبة 31.20 بالمائة. واحتل المطلقون الرتبة الثالثة بـ4235 سجينا ذكرا و634 أنثى سجينة، بنسبة 5.72 بالمائة. أما الأرامل فجاؤوا في الرتبة الأخيرة بـ254 سجينا ذكرا و140 سجينة أنثى، أي بنسبة 0.38 بالمائة.

 

 

حملات طبية وتحسيسية

بلغ عدد الأطر الطبية وشبه الطبية العاملة بالمؤسسات السجنية 864 إطارا فقط، ضمنهم الأطباء القارون، بمجموع 165 طبيبا، ثم 64 طبيبا متعاقدا، فيما بلغ عدد الإخصائيين في علم النفس 52 إطارا، و75 مشرفا اجتماعيا، و185 ممرضا مجازا، و184 تقنيا في التمريض، ثم 112 مساعد ممرض، و27 من تقنيي الأسنان. أما في جانب البنيات التحتية والتجهيزات الطبية، فقد بلغ عدد الوحدات الطبية 60 وحدة، و106 قاعات فحص، و178 قاعة تمريض و263 قاعة استشفاء، فيما يبلغ عدد الأسرّة 1427 سريرا، فضلا عن 20 مختبرا، و7 وحدات لتصفية الدم، و69 سيارة إسعاف، و64 صيدلية، ومركزين لطب الأسنان، و3 وحدات للفحص بالأشعة، و10 وحدات لعلاج الإدمان و250 قاعة عزلة طبية.

وطغت الأمراض المنقولة جنسيا على لائحة الحملات الطبية والتحسيسية، حيث استفاد منها 85.216 سجينا، بالإضافة إلى حملات أخرى في أمراض مثل السكري والتهاب السحايا، والتدخين والإدمان والمخدرات، والجرب وأمراض أخرى.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى