عرفت حمية «الكيتو» منذ القدم، حيث استخدمت لعلاج مجموعة من الأمراض، وفي ما بعد تم اكتشاف فعاليتها بطريقة غير مباشرة في إنقاص الوزن بطريقة سريعة، وتحسين انتظام نسب السكر بالدم، خاصة عند مريض السكري، الأمر الذي رفع من الإقبال عليها كنظام غذائي صحي فعال في التخلص من الوزن الزائد. الدكتور الزغاري لطفي، الباحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة والحاصل على المركز الأول كأحسن باحث في علوم الرياضة بإفريقيا، يقربنا أكثر من هذه الحمية من خلال الحوار التالي:
ما هي مراحل اتباع حمية «الكيتو» ؟
يبدأ الشخص أولا بتقليص نسبة الكربوهيدرات إلى النصف في نظامه الغذائي، بما فيها مصادر السكريات المعقدة، وفي ما بعد يتوقف كليا عن تناول كل ما هو كربوهيدراتي، ويركز على ما هو دهني، بحيث تتحول وجباته جميعها إلى وجبات دهنية، مما يجعل الجسم يفتقر للسكريات لإنتاج الطاقة، فيضطر لأن يستمدها من الدهنيات والبروتينات، وبالتالي يبدأ الجسم في التخلص من الوزن الزائد ومن نسبة الشحوم.
هل من الضروري اتباع هذا النظام الغذائي تحت إشراف طبي؟
شخصيا لا أنصح باتباع هذا النوع من الأنظمة الغذائية، فحين يقبل الجسم على تناول الأغذية الغنية بالدهنيات فقط، يمكن أن تحدث به مجموعة من التفاعلات الكيميائية، وبالتالي قد يتسبب الأمر في الكثير من المشاكل الصحية بما فيها الكولسترول وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية..
فأي نظام غذائي لكي يكون صحيا يجب أن يتسم بالتنوع والتوازن، وعند اقتصار هذا النظام على الدهون فقط، فالأكيد أنه ستكون له الكثير من العواقب الوخيمة حتى وإن خلص الجسم من الوزن الزائد.
لهذا في حال الرغبة في اتباع نظام «الكيتو» فمن الواجب استشارة أخصائي تغذية معتمد، ليكون الأمر تحت إشرافه، ومن الضروري ألا يتجاوز الأمر مدة محددة.
ما هي المواد الغذائية المسموح بها والممنوعة في نظام «الكيتو»؟
يمكن للمتتبع تناول جميع الأغذية التي تتوفر على دهون صحية مثل اللحوم الحمراء، الدواجن والأسماك وصفار البيض، كما من المسموح أيضا تناول مجموعة من المواد الغذائية الأخرى مثل الزبدة، وأنواع مختلفة من الجبن الغنية بالدهنيات. يمكن أيضا أخذ بعض أنواع الخضروات، كالتي تحتوي على الكربوهيدرات والسكريات بنسب قليلة، وكذلك الخضر الورقية.
لكن على متتبع «الكيتو» الابتعاد بشكل كلي عن تناول الفواكه بجميع أنواعها، ما عدا الفواكه الدهنية. ومن غير المسموح تناول أي مكون غذائي غني بالكربوهيدرات مثل البطاطس على سبيل المثال.
ما هي إيجابيات وسلبيات حمية «الكيتو» ؟
الإصابة بأمراض القلب والشرايين من المشاكل الصحية الخطيرة التي من الممكن أن تترتب عن اتباع الحمية بسبب ارتفاع نسبة الدهون بها.
ومن بين أهم إيجابيات هذه الحمية، التخلص من الوزن الزائد بطريقة سريعة، لكن تبقى لها سلبياتها أيضا كما ذكرنا، إلى جانب الشعور بالإرهاق الناتج عن نسبة الدهون الكبيرة التي يحصل عليها الجسم والتي لم يكن متوعدا عليها سابقا، والتي يتطلب هضمها طاقة كبيرة، خاصة خلال الأيام الأولى من اتباع الحمية التي يحاول خلالها الجسم التأقلم مع النظام الغذائي الجديد، ولهذا أنصح بضرورة شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل عموما، مع العلم أنني كإخصائي لا أنصح باتباع هذا النوع من الأنظمة الغذائية للتخلص من الوزن الزائد.
يشعر متتبع «الكيتو» أيضا بالجوع سريعا وهذا بسبب افتقار النظام الغذائي للألياف الغذائية التي تمنح الشعور بالشبع لمدة أطول.
من هم الأشخاص الممنوعون من اتباع هذه الحمية ؟
مرضى القلب والشرايين والأوعية الدموية ممنوعون كليا من اتباع هذا النظام الغذائي. وبالنسبة لمرضى السكري فلا يمكنهم القيام بذلك إلا تحت الإشراف الطبي وبموافقة من الأخصائي طبعا.
الزغاري لطفي: دكتور باحث في مجال التغذية وعلوم الرياضة