الرجل المناسب في المكان المناسب
عين الملك محمد السادس، أول أمس الخميس، فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، رئيسًا لـ «لجنة كأس العالم 2030». لاأحد يجادل في دقة الاختيار الملكي لرجل الدولة المناسب في المكان المناسب والوقت المناسب، فلقجع هو الشخص الأفضل للمنصب، ولا أحد اليوم يمكن أن يقفز على ما حققه ابن مدينة بركان من رصيد كبير في الشرعية الرياضية وطنيا ودوليا جعلته أحد الفنانين الذين ساهموا في رسم وتسويق صورة المغرب القوي.
لذلك فإن تعيين الملك في مناسبات متعددة للقجع سواء في مناصب حكومية أو رياضية ليس رميا للورود فوق أرجل الرجل فليس من عادة ملك البلاد أن يعين أحداً إن لم يكن متأكداً من كفاءته وبصمته في الموقع الذي يشغله خصوصا إذا كان بعيدا عن اقتراحات السياسيين، نعم لقد أحسن الملك محمد السادس صنعاً بتكليف لقجع فقد اختار الشخص المناسب في المكان المناسب، حيث تاريخ الرجل يشهد له بهذا الاستحقاق الملكي بالنظر للقدرة الهائلة لهذا المسؤول على إدارة الأمور الرياضية والمالية لأنه كفاءة وطنية أثبتها بالنتائج والانجازات وليس بالخطابات والإنشاءات.
ولقد أثبتت تجربة تعيينات فوزي لقجع، أن المغرب في أمس الحاجة لأشخاص جديين في المواقع التي يدبرونها لأن العديد من الانتكاسات والخسارات والمشاكل في ما نعيشه كان سببها سوء الاختيار، وعدم الخبرة.
إن عدم إسناد المهام إلى مستحقيها بالفعل وإهدائها إلى بعض المحظوظين، هو ما جعل النخبة السياسية والإدارية تتحول إلى عبء على مؤسسات الدولة تأكل من شرعيتها وتبدد جزءا من رأسمالها، وهذا هو السبب الرئيسي في الكثير من المتاعب التي نعيشها اليوم.
والدرس البليغ المستخلص من التعيين الملكي لواحد من رجال الدولة الأوفياء، أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب في كل المجالات من أهم أسس نجاح وتقدم بلدنا، والعكس بالعكس بطبيعة الحال، فالشخص غير المناسب في المكان غير المناسب يتحول الى معول للهدم في الشرعية والزمن التنموي لوطننا.