محمد وائل حربول (متدرب)
قدمت إيمان صبير، رئيسة جماعة المحمدية السابقة، وعضو لجنة الترشيح الإقليمية بحزب العدالة والتنمية، أول أمس، استقالتها من كل هياكل الحزب، حيث قالت، في رسالة استقالتها المرفوعة إلى الكاتب الإقليمي للبيجيدي بالمحمدية، إن قرارها جاء احتجاجا على ما آلت إليه الأوضاع التنظيمية داخل الحزب الذي يكرس لممارسة “الكولسة”، مشددة على أن مواقفها معروفة، وأن استقالتها نابعة من قناعتها بأن البوصلة انحرفت، بإعادة السيناريو البئيس لانتخابات 2015.
وأضافت المتحدثة ذاتها، في رسالة استقالتها التي توصلت “الأخبار” بنسخة منها، أنه “وعيا مني بثقل وجسامة المسؤولية ورفضا لكل أشكال التضييق والتمييز، فقد قررت رفض المشاركة في هذه الاختلالات التي تكرس العزوف السياسي للشباب”، وأوضحت، في تدوينة لها، أن استقالتها جاءت بعد وقوع انحراف في الحزب، وإهدار الوقت بالمساطر الشكلية للترشيحات.
وكانت إيمان صبير، المعروفة بقربها من تيار عبد الإله بنكيران داخل الحزب، قد عرفت هزيمة مدوية خلال الانتخابات الجزئية، التي أقيمت بمدينة الزهور، حيث انقلب ضدها أربعة أعضاء من حزبها عندما قاموا بالتصويت على منافستها الأولى بالمدينة زبيدة توفيق، عضو حزب التجمع الوطني للأحرار، وهو ما جعلها تدخل في حرب طاحنة مع أعضاء الحزب، فضلا عن بعض الأسماء الوازنة بالأمانة العامة للبيجيدي.
وحسب مصدر مطلع، فإن رئيسة جماعة المحمدية السابقة كانت قد قررت، منذ هزيمتها وفقدانها لمنصبها بالمحمدية، أخذ خطوة إلى الوراء في ما يخص مشاركاتها داخل الحزب، وهو ما جعلها تنتظر قرار التزكية الانتخابية، قبل أن تقرر تقديم استقالتها، عندما علمت أن قواعد البيجيدي بالمدينة لم تقم بترشيحها عكس ما كانت تتوقع، بالإضافة إلى عدم تزكيتها من قبل الأمانة العامة للحزب.
واعتبر المصدر ذاته أن البيجيدي بالمحمدية عرف تطاحنات كبيرة، وانقسامات حادة بين أعضائه، وهو ما وقف عليه الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني بنفسه، باعتباره يعلم جيدا خبابا التحركات بالمدينة ذاتها. وأضاف المصدر نفسه أن السياسة التي شهدها الحزب على مستوى المدينة منذ سنة 2017 تمثلت فقط في الكولسة وتصفية الحسابات، عوضا عن تقديم البرنامج الذي تقدمت به صبير وحزبها أثناء الانتخابات الجماعية.
ولم تكن إيمان صبير الوحيدة التي أعلنت عن وجود “كولسة” وتلاعبات داخل الحزب بسبب التزكيات الانتخابية، إذ قامت النائبة البرلمانية السابقة عن الحزب، والمستشارة بالمجلس الجماعي للعيون، خديجة أبلاضي، مرة أخرى، بالكشف عن المستور داخل الحزب، حيث كشفت عن وجود ممارسات بائدة وموغلة في الاستبداد يقوم بها الكاتب الجهوي للبيجيدي و”زبانيته”، حسب تعبيرها، منذ 2013 إلى يومنا هذا، معتبرة أنه تم التغافل عنها وتجاهلها من طرف الأمانة العامة للحزب.
وشددت القيادية ذاتها على أن التزكية الانتخابية داخل البيجيدي تتم عن طريق ترشيح العائلة والقرابة والأصدقاء وأصحاب الشكارة، معتبرة أن هذا هو الوازع الذي يهيمن على مسؤولي الحزب بالجهة، مشيرة إلى أن “الكاتب الجهوي تغيب عن دورات المجلس الجماعي لمدة ثلاث سنوات دون تقديم مبررات، هو نفسه المسؤول الحزبي الذي قدم تقريرا للأمانة العامة وقبلها لجان الترشيح في حق مستشارة جماعية تهمتها أنها حرصت على الحضور طيلة ست سنوات وقامت بأدوارها وفق ما يتطلبه الواجب”.
جدير بالذكر أن حزب العدالة والتنمية عاش على وقع انقسامات بسبب التزكيات الانتخابية، وهو ما جعل عددا من أعضائه البارزين وقيادييه يقدمون استقالتهم النهائية من الحزب، حيث اعتبروا أن الكولسة والعشوائية فضلا عن تعنت الأمانة العامة وعدم تجاوبها مع القواعد، كانت من ضمن الأسباب الرئيسة التي وضعت حدا نهائيا لهم مع الحزب.