بلغت قيمة مجموع الصادرات المغربية من الخضر والفواكه إلى الاتحاد الأوروبي أكثر من 1.8 مليار يورو إلى حدود شهر شتنبر من العام الماضي، حسب ما أفادت به بيانات حديثة كشفت عنها «رابطات منتجي ومصدري الخضر والفواكه والزهور والنباتات الحية» في إسبانيا FEPEX، استنادا إلى المعطيات التي جمعتها من وكالة الإحصاءات التابعة للاتحاد الأوروبي «يوروستات»، إلا أن ارتفاع الصادرات المغربية أثار غضب الفلاحين الأوروبيين.
لا تأثير على الصادرات المغربية
شهدت فرنسا احتجاجات لمزارعين فرنسيين في ما بات يعرف إعلاميا بـ «ثورة الفلاحين». ولم تسلم الشاحنات المغربية من غضب المزارعين في فرنسا، إذ صرحت ساندرين روسات، رئيسة نقابة «FDSEA» بمنطقة «دروم»، لوكالة «فرانس برس»، بأن «المتظاهرين أوقفوا شاحنات مغربية وإسبانية وبلغارية في إحدى طرق «موتيليمار»، وقاموا بإفراغ محتوياتها». بعد هدوء نسبي على جبهة الاحتجاجات في نهاية الأسبوع المنصرم، يخطط المزارعون لاتخاذ إجراءات جديدة للضغط بشكل أكبر على الحكومة الفرنسية من خلال حصار باريس بجراراتهم اعتبارا من الاثنين المنصرم ولفترة غير محددة. ورفض الاتحاد الوطني للنقابات الزراعية والمزارعين الشباب تصريحات المسؤولين وإصرارهم على متابعة المظاهرات، مؤكدين أن حصار العاصمة سيكون في 8 نقاط بالطرق السريعة المؤدية إليها.
وأوضح رئيس الاتحاد الزراعي الأول في فرنسا أرنو روسو، في حديث للجزيرة نت، أن «التعبئة لا تزال مستمرة، واتخذنا قرارا بالإجماع لمواصلتها»، مضيفا أن «الحكومة لم تهدئ غضب المتضررين، وتصريحات رئيس الوزراء الجديد غابرييل أتال ليست كافية، ولم تجب على كل مطالبنا».
وفي ظل ارتفاع وتيرة الاحتجاجات يتساءل المصدرون عن مدى تأثير الاحتجاجات على الصادرات المغربية. وقال حسين السنتيسي رئيس الجمعية المغربية للمصدرين في هذا الصدد إن «هذه الاحتجاجات ليس لها أي تأثير على المصدرين المغاربة». وأضاف أن هذه الأوضاع لن تطول لحدود الساعة الاقتصاد المغربي وأن انعكسات هذه الأزمة ليس لها تأثير.
تحريض للمزارعين الفرنسيين على المغرب
اعتبرت الفيدرالية الإسبانية لجمعيات منتجي ومصدري الفواكه والخضراوات (Fepex)، أن أعمال الاحتجاج التي واصل المزارعون الفرنسيون القيام بها ضد إنتاج الفاكهة والخضروات الإسبانية غير مقبولة وغير مبررة، ومنعا لحرية حركة الشاحنات وتدمير البضائع، متناسين إنتاج بلدان أخرى، وخاصة المغرب، حيث تعد فرنسا نقطة دخول الفواكه والخضروات المغربية، بنسبة 50٪ من إجمالي واردات الاتحاد الأوروبي في عام 2022، في تحريض مبطن على الصادرات المغربية بدل الإسبانية. وأفادت مصادر إعلامية، بأن تفوق صادرات الخضر والفواكه والمنتجات الزراعية المغربية لأوروبا، على نظيراتها الفرنسية والإسبانية، دفع المزارعين الإسبان لتحريض زملائهم الفرنسيين ضد الصادرات المغربية. في سنة 2022 لوحدها، بلغت واردات باريس من الفواكه والخضروات المغربية 1,540,851 طن، منها 776,839 طنا، أي 50 في المئة، من مجموع صادرات الرباط إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتالي تعد فرنسا أيضًا ثاني دولة عضو تستورد أكبر كمية من الدول غير الأوروبية. وعلى الرغم من قرار الحكومة المغربية، القاضي بتقليص صادرات المملكة من الخضر والفواكه إلا أن جميع المؤشرات والأرقام المعنية تفيد بتفوق صادرات المغرب خلال الأعوام الأخيرة على صادرات إسبانيا وفرنسا في الاتحاد الأوروبي، حيث تجاوزت صادرات المغرب من الخضر والفواكه الصادرات الفرنسية إلى إسبانيا وأيضا ألمانيا، وبريطانيا، الأمر الذي أزعج المزارعين الإسبان ودفعهم أكثر من مرة إلى المطالبة برفع الضرائب على الشركات المغربية.
كما قام حزب «فوكس» اليميني المتطرف بتعبئة أعضائه ببرلمان منطقة «فالنسيا» المتمتعة بالحكم الذاتي، حيث تقدم بمقترح لحكومة بيدرو سانشيز، يطالب فيه بالتعليق الفوري للاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وعزا الحزب طلبه لما وصفها بالخسائر الاقتصادية الهائلة، التي تسببتها الاتفاقية المذكورة للإنتاج وصناعة الأغذية الزراعية الإسبانية وفي إقليم «فالينسا» بالخصوص. وتأتي مبادرة الحزب اليميني المتطرف، بعد أسابيع قليلة لتقديمه لنفس الطلب بتاريخ في 15 دجنبر الماضي، يطالب فيه مجلس النواب الإسباني بالعمل على إلغاء الاتفاق الفلاحي الذي يجمع بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. واعتبر الحزب أن صادرات المغرب من الطماطم تفوق صادرات إسبانيا في السوق العالمية، حيث زادت مبيعاته بنسبة 38,05 في المئة، بينما انخفضت مبيعات إسبانيا بنسبة 23,97 في المئة.
وسبق أن دعا حزب «فوكس» إلى تعليق الاتفاق الزراعي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، خلال الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين الرباط ومدريد عام 2021، عقب دخول زعيم جبهة البوليساريو للعلاج في مستشفى إسباني.
المغرب من أكبر موردي الطماطم
ويتربع المغرب على عرش أحد أكبر الموردين الرئيسيين للطماطم الطازجة في العالم، محققا بذلك أرقاماً قياسية جديدة، حيث ارتفعت شحنات هذا المنتج إلى الأسواق الخارجية مقارنة بالعام السابق. ووفق ما أفاد به موقع «إيست فروت» المتخصص، تم تصدير 716.700 طن من الطماطم المغربية إلى الأسواق الخارجية، محققا أرباحا قدرت ب 990 مليون دولار من عائدات التصدير، مشيراً إلى أنه على مدى خمس سنوات، ارتفع حجم صادرات الطماطم من المغرب بنسبة تزيد عن 25 في المئة ، وعلى مدار عقد من الزمن، أظهرت المملكة أسرع معدلات النمو بين أكبر مصدري هذه الخضروات. وتظل الطماطم الفئة الأولى في التجارة الخارجية للمغرب في الفواكه والخضروات، كما أنها تمثل حصة تبلغ حوالي الثلث في الهيكل العام لصادرات المغرب من الفواكه والخضروات في السنة المالية 2022_2023. وأكد «إيست فروت»، أن جغرافية مبيعات الطماطم من المغرب متنوعة للغاية، مضيفا أن المصدرين المغاربة يصدرون الطماطم إلى 44 دولة، مشيراً إلى أنه خلال ست سنوات الماضية، كانت هذه القائمة تبلغ النصف تقريبًا، وتم توريد هذه الخضروات إلى 24 دولة. ويركز مزارعو الطماطم في المغرب بشكل رئيسي على المشترين من أوروبا، فخلال الربع الأول من عام 2023، تم استيراد ثلث إجمالي الطماطم المباعة في الاتحاد الأوروبي من المغرب، حيث كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي باع فيها المغرب طماطم إلى الاتحاد الأوروبي أكثر مما باعته إسبانيا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. يضيف المصدر ذاته، إلى جانب هذا تحتل فرنسا، المرتبة الثالثة (بعد الولايات المتحدة وألمانيا) في تصنيف مستوردي الطماطم في العالم، هي المشتري الرئيسي للخضروات المغربية، ويتم توجيه أكثر من نصف إجمالي صادرات هذا المنتج من المغرب إلى الأسواق الفرنسية، كما تذهب كميات كبيرة من الطماطم إلى المملكة المتحدة وهولندا، ولعب نمو الشحنات إلى هذين البلدين دورا رئيسيا في النمو الإجمالي لصادرات الطماطم من المغرب.
اودي غير يحبسوهم ويبقى خيرنا عندا نشبعوا غير في كروشنا راه ماي غسلات الخضرة والمازوط وحنا جعانين في كروشنا والتجار والمضاربين سبعانين في كروشهم وجيولهم على ظهر الشعب.