علمت «الأخبار» من مصادرها أن المصالح الحكومية المختصة، أنهت، قبل أيام قليلة، الجدل الدائر بتطوان، حول إهمال استغلال بنايات قديمة توجد بأماكن استراتيجية، وتركها مغلقة لسنوات طويلة، علما أن الاستثمار فيها يمكن أن يعود بالنفع على الدولة، وكذلك تحريك الشأن الثقافي بالمدينة، من خلال إعادة الحياة لدور سينمائية قديمة، لها مكانة فنية وتاريخية مهمة في وجدان السكان وكل السياح والزوار الذين يقصدون المنطقة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن رئاسة الحكومة استفسرت المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حول البناية القديمة لمؤسسة السجن المحلي السابق «باب النوادر»، التي تشمل مساحة واسعة، بمنطقة استراتيجية، لكنها مازالت فارغة لمدة قاربت 15 سنة، في حين يمكن استغلالها في توفير الوعاء العقاري لتشييد مؤسسات عمومية، ترفع من جودة الخدمات، خاصة وأن من ضمن الإكراهات المطروحة لتنزيل مشاريع تنموية، غياب الوعاء العقاري.
وحسب المصادر عينها، فإن المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج أكدت على أنه في إطار اتفاقية تربطها مع وزارة الاقتصاد والمالية، قامت بتسليم المؤسسة السجنية القديمة «باب النوادر» بتطوان، شأنها شأن مؤسسات أخرى مماثلة، لمديرية أملاك الدولة، وبالتالي تبقى هي الجهة التي تسهر على مآلها، طبقا للقوانين التي تنظم المجال.
وبخصوص ملف إهمال المعلمتين التاريخيتين في مجال السينما بتطوان، قاعتي «مونيمنطال» و«الباريو» باعتبارهما من أهم روافد الثقافة وكانتا ملجأ الشباب لمتابعة أفلام ومسرحيات في مواضيع متعددة، لكن طالهما التهميش والإهمال والتوقف عن العمل في الوقت الراهن، كشفت مصالح وزارة الشباب والثقافة والتواصل أن الأمر يتعلق بأملاك خاصة، لكن بالرغم من ذلك ولأهمية الموضوع، يتم التنسيق مع الجماعة الترابية والمصالح المعنية، لبحث سبل دعم عودة القاعات السينمائية للعمل إذا أمكن ذلك، طبقا لمعايير واضحة تتناسب ومواكبة العصر الحالي والتحديث.
وكانت تقارير خاصة بإهمال استغلال بنايات قديمة، بمدينة تطوان، وصلت، مؤسسة رئاسة الحكومة، حيث تم تقديم ملتمس دراسة الاستفادة من كل المؤسسات القديمة المغلقة، وإعادة تهيئتها أو هدمها وإعادة البناء بما يضمن الاستفادة منها لخدمة الشأن العام المحلي، سيما ووجودها بمناطق استراتيجية.
وتوجد بناية السجن المحلي السابق بتطوان، بمنطقة استراتيجية بالقرب من العديد من الأسواق والمراكز التجارية، فضلا عن وجودها بالقرب من وسط المدينة، ما يجعلها من الفضاءات المناسبة لتشييد مؤسسات عمومية تهتم بالثقافة أو السياحة أو ما يتعلق بالاقتصاد والتنمية، وكذا مجالات أخرى تتعلق بتجويد الخدمات العمومية، ومواكبة التوسع العمراني.
واستحسنت العديد من الأصوات المهتمة بالشأم العام المحلي بتطوان، تحريك الملفات المذكورة، ووصولها المؤسسة التشريعية بالرباط، إذ يعتبر ذلك من المؤشرات الإيجابية لحلحلة مثل هذه القضايا التي ظلت جامدة لسنوات، والبحث بتنسيق مع كافة المؤسسات المعنية، لتحقيق هدف حسن استغلال البنايات القديمة والمغلقة، من خلال الترميم أو الهدم وإعادة البناء حسب كل جزء والمجال الذي سيتم استغلاله فيه.
تطوان: حسن الخضراوي
