مراكش: عزيز باطراح
أدانت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمدينة الصويرة، مساء أول أمس (الخميس)، مفتش شرطة تابع للهيئة الحضرية لمدينة الصويرة، بسنة حبسا نافذا بعد متابعته من قبل وكيل الملك، في حالة اعتقال، من أجل السرقة والعنف والمس بهيبة الدولة.
وتعود تفاصيل القضية إلى مطلع شهر شتنبر الجاري، عندما حلت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة الصويرة بتعليمات من وكيل الملك بالمدينة ذاتها، حيث استمعت إلى مفتش الشرطة وبعض المسؤولين الأمنيين، حول مدى تورطه في الاتهامات الموجهة إليه من قبل أحد الموقوفين من أجل السكر العلني، والذي ادعى تعرضه للتعنيف والضرب وسرقة مبلغ مالي من حافظة نقوده والمقدر بـ1800 درهم.
وانتقلت الفرقة الوطنية إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة، حيث كان يرقد الضحية، واستمعت إليه كما استمعت إلى مجموعة من الشهود، قبل أن تحيل الملف على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية، والذي أمر باعتقال مفتش الشرطة وإيداعه السجن، قبل تقديمه إلى المحاكمة، بعد متابعته من أجل السرقة والضرب والمس بهيبة الدولة، تبعا لفصول المتابعة 231 و401 و403 من القانون الجنائي.
وكان الضحية المسمى «ياسين.هـ» والبالغ من العمر 32 سنة، المؤازر من طرف الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، قد أكد للفرقة الوطنية تعرضه للضرب والتعنيف، وذلك بعد احتجاجه على «هشام.ع»، مفتش الشرطة الذي سرق منه مبلغا ماليا قدره 1800 درهم كان بحوزته، ليجري نقله من مقر مديرية الأمن إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي، بعدما ساءت حالته نتيجة مضاعفات صحية ناتجة عن الضرب ومعاناته من داء السكري.
وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى ليلة يوم الأحد ما قبل الماضي، عندما توقفت دورية للأمن قرب الشاطئ وأوقفت ثلاثة شبان تبين أنهم في حالة سكر، حيث تمت مطالبتهم ببطاقات الهوية، ليتبين أن أحدهم لا يتوفر عليها، ما جعل الدورية تنقلهم إلى مقر الديمومة بالمنطقة الأمنية للصويرة لإخضاعهم للبحث.
وطالب مفتش الشرطة المكلف بالبحث ببطاقات هويات الموقوفين، وبينما كان «ياسن.هـ» يبحث في حافظة النقود عن بطاقته، أخذ منه مفتش الشرطة الحافظة، ليدخل إلى أحد المكاتب قبل أن يعود ويسلمه الحافظة، ليكتشف «ياسين» أن مبلغ 1800 درهم قد اختفى، ما جعله يطالب المفتش باسترجاعه، وهو الأمر الذي: «جعل المفتش يوجه إلي لكمة على مستوى الوجه، تلتها لكمات وركلات في جميع أنحاء جسدي، نزفت على إثرها ودخلت في غيبوبة نتيجة الضربات القوية ومعاناتي من داء السكري» يقول المشتكي، مضيفا أنه تم نقله إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي، حيث تلقى العلاج وهو تحت الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، بينما ظل صديقاه تحت الإجراء نفسه بمقر المنطقة الأمنية، قبل أن يجري تقديمهم أمام النيابة العامة، غير أنه قبل إخضاعهم للاستنطاق واصل مفتش الشرطة اعتداءاته اللفظية على الضحية وتهديده له، وهي الوقائع التي أكدها بعض زملاء مفتش الشرطة عند الاستماع إليهم من طرف الفرقة الوطنية.