الجزائر في مواجهة «كاف»
لا زال المغرب ينتظر ردا رسميا من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (CAF) بشأن طلب الجامعة الملكية المغربية بتوفير رحلة مباشرة للمنتخب المغربي إلى قسنطينة الجزائرية لنقل بعثة المنتخب، ستؤمنها الخطوط الملكية المغربية، حيث بناء على القرار الجزائري سيتحدد موقف مشاركة المنتخب المغربي من عدمها في نهائيات كأس «الشان».
بدون شك أن السلطات الرياضية ببلدنا مارست حقها المشروع في توفير شروط مناسبة للمنتخب المغربي لأقل من 23 سنة في احترام تام للأعراف ودفاتر تحملات الملتقيات الكروية كما هو متعارف عليها كونيا، المهم كيفما كان الموقف الذي ستتخذه السلطات الجزائرية سواء بالإيجاب أو الرفض فإن المغرب هو أكبر الرابحين، لأن سلطات الجارة الشرقية هي من توجد اليوم في الزاوية الضيقة ليس اتجاه المغرب فحسب بل اتجاه «كاف» والمفهوم النبيل للرياضة الذي ينبغي أن يكون بعيدا عن الحسابات الأخرى، لذلك فالمغرب في وضع مريح وكل الضغوط تقع على الجزائر التي عليها أن تختار بين القرار الرياضي والقرار الدبلوماسي المتعجرف.
فالسلطات المغربية لا تطلب معروفا من الدولة المنظمة بل تضعها أمام واجباتها في تيسير حضور وتنقل المنتخبات المشاركة، واتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق ما تسمو إليه مثل هذه النهائيات من تمتين أواصر الأخوة والوحدة والسلام بين الشعوب الإفريقية وحسن الجوار والتضامن، وهو ما لا يدخل ضمن دائرة صناع القرار في قصر المرادية، المنشغلين فقط بتحويل البطولات الرياضية والمؤتمرات الدولية إلى لحظات، لتحدي الأعراف والقوانين والاستعراض الخادع للقوة الوهمية.
وبلا شك فموقف رفض الجزائر للشروط الواقعية للمغرب سيؤثر سلبا على طلبها المقدم لتنظيم كأس إفريقيا للمنتخبات الأولى الذي ستحسم فيه «كاف» خلال الأيام المقبلة، فمثل هاته المطالب ستتكرر في أي لحظة تنظم فيها الجزائر نشاطا رياضيا قاريا، ليس لإحراج نظام الكابرانات، بل لأنها مطالب مشروعة تتماشى مع حق الالتزام باحترام دفتر التحملات الخاص بتنظيم البطولات الإفريقية، كما أن واجب السلطات الرياضية المغربية يحتم عليها توفير ظروف الراحة للبعثة الرياضية.
لذلك سيقف «كاف» على حقيقة دولة يمكن أن تعتدي على القيم النبيلة للرياضة وتجهز على دفاتر التحملات من أجل تحقيق «انتصارات» لا توجد سوى في أوهام الكابرانات.