طانطان: محمد سليماني
أشعل اعتماد التوقيت المستمر للمتعلمين من قبل مجموعة من مؤسسات التعليم الخصوصي بمدينة طانطان جدلا واسعا ونقاشا مستفيضا ما بين عدد من الآباء والأمهات ومسؤولي هذه المؤسسات الخصوصية.
واستنادا إلى مصادر متطابقة من عدد من الآباء والأمهات، فإنهم يرفضون اعتماد التوقيت المستمر لأبنائهم، باعتباره توقيتا مجحفا، ومنهكا للمتعلمين، حيث يظلون في هذه المؤسسات من التاسعة صباحا إلى الثانية زوالا، الأمر الذي يتنافى مع قواعد التعليم والتعلم المحددة طبقا لمبادئ علوم التربية التي تحدد فترة زمنية معينة لا يمكن تجاوزها في العملية التعليمية التعلمية. وبحسب المصادر، فإنهم صدموا بهذا القرار الذي اتخذته مجموعة من مؤسسات التعليم الخصوصي بالإقليم، ذلك أنهم لم يخبروا به في بداية الموسم الدراسي، ولم يتم إشعارهم بهذا التوقيت أثناء تأدية رسوم وواجبات تمدرس أبنائهم، غير أنه ما إن بدأت الدراسة بشكل فعلي ابتداء من 26 شتنبر المنصرم، حتى بدأت المؤسسات الخصوصية تعيد الأطفال إلى منازلهم بواسطة سيارات النقل المدرسي على الساعة الثانية زوالا، الأمر الذي أغضب الآباء والأمهات.
وفي هذا الإطار فتح عدد من الآباء والأمهات وأولياء الأمور قنوات حوار مع عدد من المؤسسات التعليمية للمطالبة بالعودة إلى التوقيت العادي المعتمد في مؤسسات التعليم العمومية، لكونه توقيتا يناسب التلاميذ والآباء والأمهات، خصوصا الذين يشتغلون ولا ينتهي دوامهم إلا في حدود الرابعة والنصف بعد الزوال، إلا أن المؤسسات الخصوصية رفضت التجاوب مع هذه المطالب، بل إن بعض المدراء التربويين المكلفين بتتبع سير الدراسة بهذه المؤسسات الخصوصية، أكدوا للآباء والأمهات أن هذه القرارات تعود إلى ملاك وأصحاب هذه المؤسسات التعليمية. كما أن هناك بعض أصحاب هذه المؤسسات الخصوصية هددوا بعض الآباء والأمهات الذين ترددوا على هذه المؤسسات غير ما مرة للمطالبة باعتماد التوقيت العادي، بنقل أبنائهم إلى مؤسسات أخرى، الأمر الذي وضع هؤلاء بين مطرقة هذه المؤسسات الخصوصية، وسندان عدم وجود مقاعد لأبنائهم بمؤسسات أخرى بعد انطلاق الموسم الدراسي.
من جهة أخرى أفادت مصادر مطلعة أن الأسباب التي دفعت أصحاب المدارس الخصوصية لاعتماد توقيت مستمر، غير مرتبطة بتاتا بمصلحة التلميذ، ولا بقواعد التحصيل العلمي الجيد، بل تعود فقط إلى رغبة ملاك هذه المدارس في تخفيض كلفة نقل التلاميذ، ذلك أن التوقيت المستمر يشغل أسطول سيارات النقل مرتين في اليوم فقط، في حين أن التوقيت العادي يشغل هذه السيارات أربع مرات في اليوم، وهو ما يرى فيه ملاك هذه المدارس الخصوصية زيادة في التكاليف، ونقصا في أرباحهم.
وفي خضم هذا الشد ما بين الآباء والأمهات والمدارس الخصوصية، دخلت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية على الخط، حيث تم توجيه مراسلة عاجلة يوم ثالث أكتوبر الجاري إلى جميع أرباب ومديري ومديرات مؤسسات التعليم الخصوصي بالإقليم، حيث طالبتهم بعد توصلها بمجموعة من الشكايات، بالعودة فورا إلى التوقيت العادي، وبعد ذلك توجيه استبيانات إلى جميع آباء وأمهات وأولياء التلاميذ للتعبير عن رغبتهم أو عدمها في اعتماد التوقيت المستمر. وأكدت المراسلة المستعجلة أنه لا يمكن اعتماد توقيت مستمر، إلا إذا تجاوزت نسبة الراغبين في ذلك 90 في المائة من مجموع الاستبيانات، والتي ستسهر اللجنة الإقليمية المكلفة بالمراقبة التربوية بتتبع سير هذه العملية.