التلفزة المغربية كانت تعاني من انقطاع متكرر للبث
ذكريات التلفزيون المغربي
في مارس 1963، كان المغاربة على موعد مع أول برنامج حواري تلفزي، أو «ندوة» سياسية بالصوت والصورة على التلفزيون.
الوزيران، امحمد الدويري وخلفه في وزارة المالية إدريس السلاوي، الذي كان صديقا لأحمد رضا اكديرة.
وبما أن الأجواء السياسية كانت محتقنة جدا في المغرب وقتها بسبب سباق الاستفتاء على الدستور، بالإضافة إلى التجهيز للانتخابات البرلمانية التي كان رضا اكديرة ينوي اكتساحها، فإن الدويري، الخصم الاستقلالي لاكديرة، كان في مرمى النيران. وحرص هذا الأخير، بسبب سيطرته على التلفزيون والعاملين فيه، على أن يظهر الدويري ضعيفا في البرنامج، وأن تُسلط الأضواء على وزير المالية إدريس السلاوي في حكومة باحنيني.
وبسبب انفعال الدويري، ورفض إدريس السلاوي أن يستشهد محاوره وسط الحلقة المباشرة بوثائق من وزارة الاقتصاد والمالية تتضمن أرقاما رسمية للوزارة تؤكد تراجع أداء بعض المصالح في عهد إدريس السلاوي مقارنة بعهده… وبسبب انفعال السلاوي، الذي كان معروفا وقتها بأنه وزير قوي ومقرب من أحمد رضا اكديرة ومن الملك الحسن الثاني، بات من الصعب مواصلة النقاش، حتى أن الدويري فقد أعصابه في إحدى اللحظات، وسحب الميكروفون ولم تعد الكاميرا قادرة على مسايرته وهو ما أدى إلى وقف الحلقة.
بعض الإشاعات التي رافقت الواقعة تقول إن البث قُطع بأوامر من «الأعلى»، لكن الإعلامي محمد بن ددوش يؤكد في مذكراته أن الحلقة كان مستحيلا أن تستمر بسبب انسحاب الوزير الدويري والانفعال والمشاحنة بين الوزيرين.
أحمد رضا اكديرة كان حاضرا في مبنى مسرح محمد الخامس، وكان واقفا بنفسه يتابع الحلقة من مكتب الطاولة التقنية التي يجلس إليها المخرج للتحكم في الصورة التي تظهر على شاشات المغاربة ويعطي التعليمات للتركيز على صديقه إدريس السلاوي.
عندما توقفت الحلقة ولم يعد ممكنا استمرار النقاش، فوجئ العاملون في التلفزيون المغربي بوجود عشرات المتابعين غادروا منازلهم في الرباط وجاؤوا أمام مبنى المسرح ورغبوا في دخوله لمتابعة الحلقة بأنفسهم. ووقتها لم يكن استوديو التصوير يسمح بوجود جمهور من المتابعين ولم تكن هناك أماكن مخصصة لجلوسهم، وهو ما جعل إدارة المسرح تتصل بالشرطة لكي تحول بين المتجمهرين والبوابة. هؤلاء، كان بينهم مسؤولون مغاربة وشخصيات مرموقة، تم منعهم من طرف الأمن من ولوج مسرح محمد الخامس.
تلفزيون ضعيف..
بعض وثائق أرشيف التلفزيون تؤكد أن التلفزة المغربية لم تنطلق بالصورة التي كان يريدها الملك الراحل الحسن الثاني في 3 مارس 1962. إذ إن التعليمات الملكية بتأسيس تلفزيون مغربي تحققت فعلا، لكنها عرفت صعوبات كبيرة على الواقع.
مثلا، كانت تجهيزات البث ضعيفة جدا، وينقطع أحيانا في عدد من المدن المغربية بسبب تلف اللاقطات الهوائية المنتصبة في المرتفعات المحيطة بهذه المدن. إذ حدث أكثر من مرة أن تلقت إدارة التلفزيون في مسرح محمد الخامس، وأيضا في استوديو عين الشق بالدار البيضاء، مكالمات من عمال ومسؤولين في وزارة الداخلية، يحتجون على انقطاع البث. وهؤلاء الموظفون الرسميون، بينهم موظفون سامون، لم يكونوا يتوفرون على أية ثقافة في عالم التلفزيون، وكان صعبا على مدير الإذاعة والتلفزة المغربية وقتها، عبد الله غرنيط، وهو شخص يجب فعلا الوقوف عند سيرته بحكم أنه كان صديقا للملك الحسن الثاني، إقناع هؤلاء المسؤولين بأن مشكل انقطاع البث في تلك المناطق كان بسبب اللاقطات الهوائية المحلية ولم يكن هناك أي مشكل في إدارة التلفزيون في الرباط أو الدار البيضاء.
هؤلاء المسؤولون كانوا يرغبون في متابعة نشرات الأخبار، والتي كانت ساخنة جدا في فترة 1963 بحكم المحطات السياسية التي عرفتها تلك السنة، ولم يكونوا يستوعبون تقنيات البث التلفزيوني أو طريقة عمل اللاقطات الهوائية.
وما زاد من تعميق مشاكل التلفزيون، أنه كان مكلفا جدا. إذ رغم أن التلفزة المغربية استعانت في البداية بتجهيزات مستعملة تم اقتناؤها من السوق الأوربية، فإنها أيضا اعتمدت على صحافيي الراديو لتأثيث التلفزيون، وهو ما جعل الصورة في التلفزة المغربية لا تحظى في البداية بالاهتمام اللائق بها، إذ إن جل التقنيين والصحافيين كانوا يولون كبير اهتمام للصوت بحكم خلفية اشتغالهم لسنوات في الراديو، فيما كانت الصورة أمرا جديدا على كل المغاربة.
لاقطات البث
كانت لاقطات البث مشكلا حقيقيا للتلفزة المغربية خلال السنوات الأولى لاشتغالها. إذ رغم تعزيز شبكة اللاقطات القديمة المخصصة لأمواج الإذاعة بأخرى لنقل بث التلفزيون، إلا أن تغطيتها كانت ضعيفة.
بل إن الخطاب الملكي في مناسبات وطنية مهمة، تأجل بسبب مشاكل هذه اللاقطات الهوائية، ولم يتمكن المغاربة من متابعة خطاب الملك الحسن الثاني في مناسبتين مع بداية الستينيات، إلا على أمواج الراديو رغم وجود تقنيين وموظفي التلفزة المغربية.
كما أن الملك الحسن الثاني في إحدى المناسبات، الأرجح أنها كانت مناسبة عيد العرش منتصف الستينيات، ظل ينتظر أن يجهز تقنيو التلفزيون البث لكي يخاطب المغاربة في التلفزيون، وعندما تأخر الإعداد أكثر من اللازم، قرر أن يخاطبهم عبر الراديو.
إذ أن تسجيل الخطاب للتلفزة كان مستحيلا وقتها بحكم أن المغرب لم يكن يتوفر على تجهيزات للتسجيل قبل البث، وكان يتم بث كل البرامج والنشرات وحتى المسرحيات، بشكل مباشر على الهواء، وتُسجل لاحقا.
أمام هذا الوضع، أعطى الملك الحسن الثاني تعليمات لإصلاح التلفزة المغربية واعتماد سياسة جديدة لتعزيز شبكة البث التلفزي وتعميم أجهزة تلفزيون على بعض العمالات والأقاليم لكي يتم توزيعها في الأماكن العمومية خصوصا المقاهي، لتحقيق انتشار للتلفزيون ويتمكن المواطنون من متابعته خلال الحملة الدعائية للدستور وأيضا خلال الانتخابات البرلمانية لسنة 1963. وهو ما زاد من تعميق مشاكل التلفزة المغربية لأنها لم تكن قادرة على مواكبة هذا الانتشار لأجهزة التلفاز، والذي لعبت فيه وزارة الداخلية دورا كبيرا. وهو ما جعل الملك الحسن الثاني يتدخل أواخر الستينيات مرة أخرى، لكي يعطي تعليمات صارمة لإصلاح أنظمة شبكة البث واللاقطات الهوائية. إذ إن الملك الراحل كان مرة في إفران، ولم يتمكن تقنيو التلفزيون من البث من هناك إلى التلفزة المغربية لنقل نشاط ملكي لنشرة الأخبار، وهو ما جعل الملك يقرر تحويل النشاط إلى مدينة فاس لكي يتسنى نقله تلفزيا لأهميته.
عند تعزيز اللاقطات الهوائية، برز مشكل كبير يتعلق بحراستها، خصوصا في المناطق الجبلية والنائية حتى لا يطولها التخريب.
كان معروفا أن اللاقطات الهوائية تنصب في المرتفعات، وفعلا عملت لجنة من الرباط على تحديد أماكن وضع لاقطات هوائية للتلفزيون في أكثر من إقليم، لكن المشكل الذي برز يتعلق بتعيين حراس لتلك المقرات التي بنيت فيها اللاقطات الهوائية، والواقعة في مناطق معزولة. إذ أن مسؤولي الداخلية رفضوا تحمل مسؤولية تعيين حراس، وكان لزاما على إدارة الإذاعة والتلفزة المغربية أن تتولى أمر تعيين هؤلاء الحراس.
بعض السطور ادا سمح لنا المنبر شكرا السطور رسمت بلغة الفن والتاريخ مافي هد ا شك بين قوسين التلفزة المغربية كانت في بدايتها نشطة رغم قلة لامكانات وهد ا على مستوى بعض البرامج مسلسلات ظاحكة مسلسلات بوليسية متميزة مسلسلات تاريخية مسلسلات يكثر فيها الشعر وكدالك لاداعة برامج متنوعة مثل مفتاح الشهرة سهرة لاسبوع وبرامج شعرية متميزة كدالك فانحن كنا نراسل البرامج التي دكرت وغيرها نعم لقد كانت التلفزة المغربية ولاداعة رائعة لايدخلها من ليس في المستوى حتى ولوكانت عنده شواهد الفصاحة شيء لابد منه ولاساليب الفنية أنها التلفزة الكل ينظر لها فهي ساحرة لكنها ليست مثل الساحر سحر جميل لازالت الكلمة لم تنتهي والتلفزة اليوم فرق بينها وبين تلفزة البارحة