طانطان: محمد سليماني
لم تستطع سفينة ضخمة محملة بأطنان من المحروقات ولوج ميناء طانطان لتفريغ حمولتها، رغم انتظارها قبالة بوابة الميناء لمدة أسبوع تقريبا، وذلك بسبب الترمل الذي يعرفه مدخل الميناء.
واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن أطنانا من الرمال تراكمت منذ أيام قبالة مدخل الميناء، الأمر الذي جعل العمق يضيق، ما قد يؤدي إلى إعاقة مرور السفن الضخمة، كما ازدادت كميات الرمال المتراكمة، بفعل الرياح القوية التي عرفتها المنطقة خلال الأسابيع الماضية. وانتظرت سفينة المحروقات لأيام قبالة الميناء في انتظار إيجاد حل من أجل الولوج، إلا أن ذلك تعذر، لتقرر المغادرة نحو ميناء المحمدية، لتفريغ هذه الحمولة والعودة أدراجها.
ويذكر أن وقائع جنوح ناقلة النفط «سيلفر» المحملة بحوالي 4940 طنا من الفيول الصناعي، عن مسارها قرب مدخل ميناء طانطان، نهاية سنة 2013، ما زالت عالقة بأذهان ربابنة البواخر، وذلك بسبب الرمال الكثيفة التي أغلقت باب الميناء، وأدت إلى جنوح السفينة، التي كادت تتسبب في كارثة بيئية حينها.
وقبل أيام فقط، كاد مركب للصيد الساحلي يتسبب في كارثة إنسانية بمدخل ميناء مدينة طانطان، وذلك بعدما جرفته الرمال المتكدسة بباب الميناء وأعاقت حركته. وكان المركب قد حاول عبور باب الميناء، غير أن حالة الترمل الموجودة بالمكان، أعاقت عملية العبور السلس، الأمر الذي جعل المركب يعاني الأمَرين أثناء العبور، ذلك أن الرمال بدأت من جديد تزحف نحو البوابة، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على سلامة المراكب والبواخر ومهنيي البحر.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ربان المركب المتضرر تمكن، في النهاية، بشق الأنفس من عبور بوابة الميناء، بعدما قام بعدد من المناورات والتي مكنته من اجتياز البوابة بسلامة، دون تضرر المركب، ودون تسجيل كارثة كانت قريبة الوقوع، إلا أن ذلك يعتبر ناقوس خطر قد يعرض سلامة باقي البواخر والمراكب للخطر أثناء عبور البوابة، التي تأثرت هذه الأيام بسوء الأحوال الجوية، ذلك أن رياحا قوية محملة بحبيبات الغبار قد اجتاحت المنطقة، ودفعت قبطانية الميناء إلى إغلاقه في وجه الملاحة، بسبب سوء الأحوال الجوية، إذ لم يتم فتحه إلا بعد أيام من ذلك.
وحسب المعطيات، فإن ظاهرة ترمل مدخل ميناء الصيد البحري بمدينة الوطية بطانطان؛ الذي يعتبر ثالث أكبر ميناء للصيد البحري بالمملكة، باتت تشكل كابوسا مرعبا يقض مضجع سلطات الميناء، وربابنة سفن الصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار بشكل مستمر، وتكلف عمليات جرف هذه الرمال والترسبات مبالغ مالية ضخمة كل سنة. وبين الفينة والأخرى يعرف الميناء أشغال جرف الأوحال والترسبات الرملية بمدخل الميناء وبحوضه، وذلك من أجل تحقيق عمق كبير ومناسب لمراكب الصيد البحري، بناء على دراسات تقييمية دورية.
يشار إلى أن الوكالة الوطنية للموانئ تقوم سنويا بجرف ما معدله 400 ألف متر مكعب من الرمال من مدخل ميناء طانطان. وخلال شهر دجنبر الماضي فقط وصلت إلى ميناء طانطان سفينة هولندية عملاقة لجرف الرمال بباب الميناء، حيث واصلت أشغالها من أجل جرف الرمال وتعميق عمق مسارات السفن بمدخل الميناء وبحوضه، غير أن عمليات الجرف تبقى حلولا لحظية فقط، في انتظار حل فعال ينهي مشكل الترمل نهائيا.