في إطار الحملات التمشيطية الواسعة التي تشنها مصالح المنطقة الأمنية بتمارة لمحاربة مروجي المخدرات والمؤثرات العقلية، تمكنت عناصر الشرطة القضائية، قبل ثلاثة أيام، من اعتقال ثلاثيني من ذوي السوابق القضائية، متلبسا بتوزيع أقراص مهلوسة على الشباب بأحد الأحياء الشعبية وسط المدينة، وقد تم إخطار السلطات القضائية بالمحكمة الابتدائية بتمارة، التي أمرت بوضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، والاستماع إليه بخصوص مصادر تموينه بكميات «القرقوبي»، التي كان يغرق بها الأحياء الشعبية والمقاهي ومحيط المؤسسات التعليمية.
وحسب مصادر محلية بتمارة، فقد أسفرت التحريات الدقيقة التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بعمالة الصخيرات تمارة، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، عن إيقاف صيدلاني بمدينة بوزنيقة ورد اسمه ضمن التحقيقات الأولية مع المتهم الموقوف، بعد أن اعترف أنه يتحصل على كمية الأقراص الطبية المهلوسة من صيدلية توجد بمدينة بوزنيقة، قبل أن تنفذ الفرقة الأمنية المكلفة بالتحقيق عملية مداهمة إلى الصيدلية، صباح أول أمس الخميس، بتنسيق مع عناصر الأمن بمفوضية بوزنيقة، حيث جرى اعتقال الصيدلاني، صاحب الصيدلية المذكورة، الذي أصيب بذهول كبير بعد افتضاح أمره من طرف «البزناس» الموقوف.
وقبل اقتياد المصالح الأمنية للصيدلي صوب مقر المنطقة الأمنية بتمارة لوضعه رهن الحراسة النظرية، وتنفيذا لأوامر النيابة العامة، قامت فرق البحث بتفتيش الصيدلية وحجز كميات الأقراص ومقارنتها بالمؤثرات العقلية التي تم حجزها بتمارة لدى المتهم الرئيس في العملية، كما انصبت التحريات حول سجل المبيعات والاقتناءات الخاصة بهذا النوع من الأدوية، الذي يخضع لمساطر خاصة خلال عملية تحصيله من الشركات المعتمدة بالمغرب.
وأكدت مصادر «الأخبار»، وفق معطيات التحقيق الأولي في النازلة، أن الصيدلي الذي ينتظر عرضه، صباح اليوم السبت، على أنظار وكيل الملك بتمارة، ومواجهته بالمتهم الذي أطاح به، وجد نفسه في موقف صعب بسبب تصريحات هذا الأخير، التي تضمنت حججا قاطعة على تورط الصيدلي في خرق القانون والمساهمة في ترويج الأقراص، التي يحظر بيعها للعموم دون وصفات طبية رسمية، وهو ما يعرضه لعقوبات خطيرة.