تطوان: حسن الخضراوي
مع اندلاع حرائق بغابات بمناطق متعددة بالشمال، ومحاولة الوقاية المدنية والسلطات المختصة بالمضيق السيطرة على حريق مهول شب، نهاية الأسبوع الماضي، بغابة بمنطقة العليين، عادت ملفات حرائق الغابات إلى الواجهة، وسط مطالب بالكشف عن مآل شكايات سابقة، ومحاضر تم إنجازها بتنسيق مع المؤسسات المعنية، وباتت تؤرق سياسيين للاشتباه في تورطهم في قضايا خطيرة بطرق غير مباشرة.
وحسب المعلومات التي توفرت لدى «الأخبار»، فإن أحد المبحوث عنهم المشتبه في تورطه في ملفات حرائق غابات بمنطقة المضيق، مازال فارا من العدالة، وتم حفظ شكاية وضعت ضده رفقة آخرين إلى حين إلقاء القبض عليه، كما أن السلطات الإقليمية تتابع عن كثب ملفات إضرام النار للاستيلاء والاعتداء على عقارات الدولة، حيث سبق التنبيه من قبل العامل إلى ضرورة الرفع من درجة اليقظة والتنسيق بين مصالح الدرك الملكي، والمياه والغابات، والسلطات المحلية، لضبط المخالفين وتقديمهم إلى القضاء.
وحسب مصادر، فإن شبكات الاستيلاء على عقارات الدولة تقوم بإضرام النار بمناطق غابوية، وتعمد إلى عدم ترك دلائل تورطها في الجرائم، حيث سجلت شكايات بالجملة ضد مجهولين، كما أن ارتباك التنسيق بين المؤسسات المسؤولة يدفع البعض إلى التمادي في ارتكاب مخالفات وتجاوزات، رغم الدوريات الميدانية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن جمعيات مهتمة بالبيئة بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة سبق لها وضع شكايات متعددة في مواضيع حرائق الغابات والحفاظ على الملك العام الغابوي، حيث تجري دراسة محاضر وملفات، والتأكد من تداول أسماء سياسيين للاشتباه في تورطهم في مثل هذه الجرائم بطرق ملتوية، وبالاعتماد على أشخاص يظهرون في الواجهة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن شبكات الاستيلاء على أملاك المياه والغابات تقوم بنشر شائعات قربها من دوائر القرار، والتهديد بالشكايات الكيدية، وخلق متاعب لمن يفضح كواليس الاعتداء على الملك الغابوي، وهو الشيء الذي يدفع العديد من سكان القرى البسطاء إلى الصمت عن بعض المعطيات، والصعوبات والإكراهات التي تواجه لجان التحقيق بعين المكان، ومحاولة الإمساك بالخيوط الأولى للتوصل إلى هوية المتورطين في جرائم ضد البيئة والاستيلاء على عقارات الدولة بطرق ملتوية.
وتستمر فرق التدخل لإخماد الحرائق، في جهودها للسيطرة على حريق غابة حوز الملاليين بجماعة العليين بتراب عمالة المضيق، حيث تمت تعبئة ثلاث طائرات «كنادير» تابعة للقوات المسلحة الملكية، وسبع شاحنات صهريجية تابعة للوقاية المدنية، وثلاث عربات تدخل تابعة لمصالح المياه والغابات ومحاربة التصحر.
وحسب التقديرات الأولية، فقد تسببت النيران التي انتشرت بشكل أكبر بسبب هبوب الرياح، في إتلاف حوالي 50 هكتارا من الغطاء الغابوي، المكون أساسا من أشجار الصنوبر الحلبي والفلين، وبعض الأصناف النباتية الثانوية.