باشرت السلطات المختصة بالمضيق، مساء أول أمس السبت، التحقيق والبحث في اتهامات لأرباب قوارب صيد بميناء المضيق، بتحريض بحارة على الاحتجاج والاستمرار في شل حركة الصيد، وذلك خارج أي تنسيق مع تمثيليات البحارة المعنيين لبحث المكاسب التي سيتم جنيها من خلف الإضراب عن العمل، سيما أن أجورهم وتعويضاتهم تبقى جامدة، وملف ارتفاع أسعار المحروقات له ارتباط بموجة غلاء عالمية، ويهم العديد من القطاعات الحيوية.
وحسب مصادر، فإن السلطات الإقليمية بالمضيق قامت بالتحقيق في انتشار شريط فيديو على المواقع الاجتماعية، فيه اتهامات مباشرة لأرباب قوارب بميناء المدينة، يدفعون في اتجاه الاحتقان واحتجاج البحارة، في غياب أي تنسيق معهم، علما أن ضرر التوقف عن العمل يمس بالدرجة الأولى جيوب الحلقة الأضعف في الصيد البحري، وهي فئة اليد العاملة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فقد تقررت العودة إلى استئناف العمل من قبل العديد من البحارة بميناء المضيق، خلال الساعات المقبلة، مع استمرار الحوار بين الأطراف المعنية. كما أكد العديد من البحارة أنهم يرفضون استغلالهم في ملفات حساسة واستعمالهم كواجهة، لأن من يريد الدفاع عنهم يجب أن يهتم بملفاتهم الاجتماعية، والدفع في اتجاه الرفع من أجورهم وتحسين شروط عملهم، واستفادتهم من كافة الامتيازات والتشجيعات الضرورية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أسواق الأسماك بتطوان وباقي المدن المجاورة لها عرفت تراجعا ملحوظا في تزويدها بالعديد من المنتوجات البحرية، كما شهدت الأسعار ارتفاعا تسبب في سخط وتذمر الزبناء، ومطالبتهم بحل مشاكل الإضرابات، وتزويد الأسواق بكافة أنواع الأسماك، وضمان استقرار الأسعار التي تشهد ارتفاع أثمان مواد أساسية من الأصل.
وكان شلل الصيد البحري، وتوقف جل السفن عن الخروج للصيد بالعديد من موانئ جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، ساهم في ارتفاع أثمان أنواع من الأسماك، واستياء السكان من غلاء الأسعار، خاصة في ظل الاحتجاجات المتواصلة لقطاعات حيوية مختلفة، حول رفض الضرائب التي أتى بها مشروع ميزانية سنة 2023، والمطالبة بخفض أسعار المحروقات، باعتبارها السبب الأساسي في الغلاء، بطرق مباشرة وغير مباشرة.
وكان العديد من أرباب مراكب الصيد بميناء المضيق قرروا التوقف عن العمل، وعدم الإبحار طيلة أيام الأسبوع الماضي، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، ومطالبة الجهات الحكومية المختصة بحل مشاكل ومعاناة البحارة مع الهجوم المتكرر من قبل سمك «النيكرو» على الشباك، ما يتسبب لهم في خسائر مادية جسيمة، تضاعف معاناتهم مع تبعات ارتفاع أسعار المحروقات.
حسن الخضراوي