كشفت مصادر لـ«الأخبار» أن صاحب عمارة سكنية، بحي البرانص بطنجة، لجأ أخيرا إلى حيلة وصفت بالغريبة، وذلك للقيام بتركيب لاقط هوائي تابع لإحدى الشركات المختصة في الاتصالات، فوق هذه العمارة السكنية.
وأوردت المصادر أن المعني قام أولا بالتعاقد مع الشركة، وبعدها لتفادي احتجاج السكان، وضع خيمة من الحجم الكبير فوق العمارة، وأوهم الفضوليين من قاطني الحي بأنه سيقيم حفلة عقيقة، كما أعد بعدها حفل عشاء فاخر استدعى إليه عددا من السكان المجاورين.
والغريب، بحسب المصادر، أن شاحنات صغيرة الحجم وصلت إلى عين المكان، وقامت بإنزال معدات خاصة باللاقط الهوائي، إلا أن الكل ظن أنها تابعة لمموني الحفلات، قبل أن يفاجأ الكل بعد مرور بضعة أيام باختفاء الخيمة، وتركيب اللاقط الهوائي فوق سطح العمارة، ليختفي بعدها صاحب العمارة، ويغلق هاتفه في وجه جيرانه.
واستنادا إلى المصادر، فإنه مباشرة بعدما فوجئ السكان بهذه الواقعة، قاموا بتنظيم احتجاج بعين المكان، رافضين بتاتا تركيب مثل هذه الوسائل في حيهم، نظرا إلى خطورتها، كما وجهوا على إثرها شكاية إلى السلطات المختصة والمنتخبة للمطالبة بوقف ما أسموه هذا العبث، في حين توارى صاحب العمارة عن الأنظار منذ توقيع العقد مع الشركة المختصة في الاتصالات، تاركا جيرانه في مواجهة المجهول.
للإشارة، فإن المجلس الجماعي السابق لطنجة سبق وأن هادن هذه الشركات المختصة في وضع هذه الوسائل فوق العمارات السكنية، حيث إن الإفلاس الذي كان يتهدده وقتها وضعف السيولة المالية، دفعا به إلى توقيع اتفاقية عبارة عن ميثاق خاص لإقامة محطات راديو كهربائية ولشبكة الهاتف المتنقل، ببعض أحياء المدينة، والذي كانت عدة شركات تنتظره، ويسيل لعابها للقيام بوضع هذه المحطات ببعض الأحياء بالمدينة مقابل مبالغ مالية ستستفيد منها الجماعة، حيث لم تشدد الجماعة حول الإجراءات الاحترازية التي تهم صحة السكان، إذ نبهت وقتها في تقريرها إلى مراعاة الأماكن الحساسة، ويتعلق الأمر بمحيط المؤسسات التعليمية والمراكز الصحية والمناطق الآهلة بالسكان. وسبق لهذه الشركات أن تعهدت من جانبها بالعمل في إطار القانون في ما يتعلق بالأشعة المغناطيسية، التي ستقوم بحصرها في حدودها الطبيعية الموصى بها.
طنجة: محمد أبطاش