بعد الجدل الذي صاحب تأخر الإعلان عن اسم الشركة نائلة صفقة تدبير قطاع النظافة بتطوان، وقرار المجلس تأجيل الدورة الاستثنائية المخصصة لذلك، كشفت مصادر «الأخبار» أن مصطفى البكوري، رئيس الجماعة الحضرية لتطوان، أكد خلال أشغال الدورة المذكورة أن الجماعة في تنسيق دائم مع مصالح وزارة الداخلية، كما تم تخصيص مبلغ مهم من أجل إنجاز دراسة جدوى لهذا القطاع، وهو الأمر الذي تم القيام به وفق المعايير المطلوبة، وكذا المواكبة التقنية لعملية إنجاز صفقة التدبير المفوض، تحت إشراف للمصالح الإقليمية والمركزية.
وأضافت المصادر نفسها أن البكوري برر قرار تأجيل الدورة الاستثنائية الذي تم التصويت عليه بالإجماع، كون الأمر لا يتعلق بأي تعثر أو ارتباك في صفقة النظافة، بل فقط إلزامية استكمال الإجراءات التقنية والقانونية، المتعلقة بدراسة مشروع اتفاقية التدبير المفوض لمرفق تدبير النفايات المنزلية والمشابهة لها بمدينة تطوان والتصويت عليه، وذلك استنادا إلى الفقرة الرابعة من المادة 36 من القانون التنظيمي 113.14، المتعلق بالجماعات الترابية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن رئيس الجماعة شدد على أن قطاع النظافة يعتبر من القطاعات التي تحظى بالأولوية القصوى لدى المجلس الجماعي، نظرا إلى ارتباطها المباشر بالمواطن وبجمالية المدينة، التي أصبحت علامة مميزة لها. كما بين على أنه وخلافا لما يذهب إليه البعض، فإن هذا النوع من الصفقات لا يخضع لقانون الصفقات فحسب، وإنما تسري عليه مقتضيات القانون 05. 54 الخاص بالتدبير المفوض، الذي يعتمد بالأساس على الملفات الإدارية والتقنية والمالية، ويرتكز أساسا على البرنامج الاستثماري والمعطيات التقنية، التي تتعلق بإنجاز الأشغال وعلى شبكة التنقيط التي تفرز أحسن عرض، والذي يقدم أفضل الخدمات التي تتوافق وطموحات الجماعة.
وبخصوص مسار الصفقة الأولى، كشفت جماعة تطوان أنها تلقت عرضا قيمته 115 مليون درهم، إذ بعد التفاوض مع الشركة المعنية لتقليص الكلفة المالية، تم حصر مبلغ الصفقة في 104.7 ملايين درهم، وهو مبلغ ظهر أنه يتجاوز القدرة المالية والإمكانيات الخاصة بالجماعة، إذ أمام استحالة توفر عرض يتوافق وطموحات الجماعة وقدرتها المالية تم إلغاء الصفقة الأولى، والإعلان عن صفقة ثانية.
وبتأجيل الدورة الاستثنائية الخاصة بمناقشة صفقة النظافة بالجماعة الحضرية لتطوان، تستمر المنافسة الشرسة بين شركتين للفوز بملايير تدبير القطاع الحساس، حيث تحدثت العديد من الجهات عن حسم الأمر، وانتظار الإعلان فقط عن الاسم، لكن المجلس يواصل تأكيده على أنه لا شيء حسم حتى الآن، والملفات التقنية لها أهمية بالغة في تحديد الفائز بالصفقة.
وتقتضي المساطر المعمول بها في المجال، أن يتم الإعلان من قبل اللجنة المكلفة عن اسم الشركة نائلة الصفقة العمومية لتدبير النظافة بتطوان، قبل العرض على المجلس للمناقشة والتصويت والمصادقة بالأغلبية على المقرر الجماعي، والإحالة على السلطات الوصية للتأشير، ومن ثم تتسلم الشركة المعنية الأشغال الخاصة بالنظافة بتراب الجماعة، وفق دفاتر التحملات الجديدة التي تم إنجازها، وفي ظل تفعيل دور لجنة التتبع والمراقبة.
تطوان: حسن الخضراوي