تطوان : حسن الخضراوي
ثبت من خلال التقارير والدراسات الميدانية التي تم إنجازها لتحضير برنامج الجماعة الحضرية لتطوان 2023 – 2028، الذي تمت المصادقة عليه من قبل المجلس، أن العديد من الأحياء مازالت تواجه خطر الفيضانات منها جبل درسة، سمسة، اللوحة، كرة السبع..، فضلا عن تواجد مناطق مهددة بانجراف التربة ببوسافو وأحياء أخرى هامشية، ما يتطلب استمرار مشاريع الهيكلة والحماية من الفيضانات واتخاذ كافة التدابير الاستباقية قبل بداية موسم الأمطار الخريفية.
وحسب مصادر مطلعة، فإن المجلس الجماعي لتطوان أصبح مطالبا بالعمل أكثر من أي وقت مضى، من أجل تنويع المداخيل وتوفير الميزانيات المطلوبة لإطلاق مشاريع هيكلة الأحياء الهامشية، والحد من خطر الفيضانات خاصة عند التساقطات المطرية الغزيرة، والتقلبات المناخية التي يشهدها المغرب بصفة عامة وتطوان ونواحيها بشكل خاص.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن بداية التساقطات المطرية الخريفية لا تفصلنا عليها سوى أيام قليلة مع بداية شتنبر، لذلك نبه العديد من المستشارين بالمجلس، إلى ضرورة القيام بتدخلات استباقية لتنقية المجاري وقنوات مياه الأمطار، والأخذ بعين الاعتبار استقبال المدينة آلاف الزوار والضغط الذي يقع على شبكات التطهير السائل وقنوات مياه الأمطار، فضلا عن أهمية تصريف مياه الأمطار التي تأتي من المرتفعات والشعاب لتفادي الفيضانات وتبعات الخسائر المادية.
وفي موضوع المساحات الخضراء التي يجب توفيرها بالأحياء السكنية، لتكون متنفسا للأطفال وممارسة الهوايات المفضلة، أكد مصدر أن نسبة المساحات الخضراء بتراب جماعة تطوان لا تتجاوز النصف من المعدل الموصى به عالميا وهو 10 أمتار مربعة لكل فرد، ما يستلزم الاجتهاد أكثر لتوفير المساحات الخضراء ومضاعفة النسبة من 5 إلى 10 أمتار مربعة للفرد وتشييد المرافق العمومية من ملاعب للقرب ومكتبات الأحياء، وكذا تشجيع المبادرات الرياضية لصقل المواهب والكشف عن الطاقات الشبابية.
وساهم ارتفاع الهجرة القروية واستقبال مدن تطوان ونواحيها، جحافل من السكان الذين هجروا قراهم للاستقرار بهوامش المدن بحثا عن فرص عمل بالقطاعات غير المهيكلة، في انتشار رقعة البناء العشوائي، والتهافت على اقتناء قطع أرضية غير مجهزة، ما ساهم في انفجار ديمغرافي ملحوظ، تطلب استنفار كافة المؤسسات لتوفير التعليم والأمن، وتجهيز البنيات التحتية وإعادة الهيكلة.
ومن أخطر ما يواجه البناء العشوائي بمدن الشمال، حدوث فيضانات بشكل متكرر عند التساقطات المطرية، وذلك بسبب استحالة إيجاد حلول ناجعة لمشاكل البناء داخل مجاري الوديان، رغم المشاريع التي أنجزتها الدولة بالملايير، لخفض خطر الفيضانات وتصريف مياه الأمطار، حماية لأرواح المواطنين وممتلكاتهم، وتدبير الأمر الواقع الذي فرضه الاستغلال السياسي لأحياء عشوائية، شوهت معالم بعض المدن بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة.