أثار حكم قضائي صدر عن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، بداية الأسبوع الماضي، الكثير من الجدل وسط الشارع المغربي بين مؤيد ومعارض لحصول طالبة على براءتها من تهمة القتل.
اجتهاد قضائي غير مسبوق انتهت إليه ساعات من المداولة، قبل أن يفجرها القاضي الصغيري رئيس الهيئة القضائية بتمتيع الطالبة بالبراءة من تهمة القتل في حق حارس عمارة حاول اغتصابها داخل شقة بتمارة كانت بصدد معاينتها من أجل اكترائها، وهي المحاولة التي انتهت بوفاته بين أقوال متضاربة بين تعرضه للقتل من طرف الضحية وبين سقوطه من شرفة الشقة من طابق علوي بعد تعرضه لوعكة صحية.
وكانت “الأخبار” قد تطرقت بشكل حصري في شتنبر من السنة الماضية إلى تفاصيل الواقعة التي تسببت في اعتقال احتياطي للفتاة بسجن العرجات على ذمة التحقيق دام سنة كاملة قبل الإفراج عنها الأسبوع الماضي في محاكمة جرت عن بعد بسبب تدابير كورونا.
وضمن التفاصيل سجلت عناصر الدرك سقوط شخص خمسيني من غرفة شقة بإحدى العمارات السكنية بمدينة تامسنا، مباشرة بعد محاصرته من طرف المواطنين الذين انتبهوا لارتكابه جريمة خطيرة تتعلق بمحاولة اغتصاب فتاة استدرجها لشقة بتمارة كان يحرسها، بعد أن لجأت له من أجل كراء شقة، إلا أنه بعد دقائق نزع سرواله وحاول ممارسة الجنس عليها، ما دفعها لطلب الاستغاثة من المواطنين الذين تفاعلوا مع صيحاتها وقاموا بمحاصرته.
ورغم الغموض الذي رافق تفاصيل وتطورات الواقعة التي انتهت بوفاة حارس العمارة بعد سقوطه من علو شاهق، فإن التحقيقات التمهيدية والتفصيلية واستنطاقات الهيئة القضائية بددت الكثير من هذا اللبس، خاصة بعد أن كشف التشريح الطبي الذي خضعت له جثة الهالك أن أسباب الوفاة ترجع لإصابته لوعكة صحية لم يضبط معها توازنه، حيث سقط من العمارة معلنا وفاته، في الوقت الذي راجت فرضية أخرى بداية وأثناء التحقيق تتحدث عن تعمد الفتاة وهي تدافع عن شرفها دفعه والإلقاء به من أعلى العمارة حيث لقي حتفه.
المعطيات المتوفرة بالملف تؤكد أن الهالك الذي توفي وهو في الطريق للمستشفى، سقط من طابق علوي بعد أن سمع هتافات المواطنين الذين فطنوا لصيحات الفتاة، قبل أن تتدخل عناصر الدرك، حيث حلت بعين المكان وشرعت في فك ألغاز الواقعة، حيث تقاسمت الفتاة مع المحققين تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها بعد التحايل عليها من طرف الهالك الذي أوهمها بانتدابه من طرف صاحب شقة من أجل كرائها للطلبة، مما أسال لعابها حيث وافقت على مرافقته لمعاينتها، قبل أن يغلق عليها الأبواب وينقض عليها محاولا اغتصابها.