دعا العامل إلى التدخل الإيجابي لحماية حقوق المستفيدين
أصدر المكتب الوطني للشبيبة المدرسية، القطاع التلاميذي لحزب الاستقلال، أول أمس الأربعاء، بيانا للرأي العام الوطني، (توصلت «الأخبار» بنسخة منه)، في إطار التفاعل مع فاجعة حادثتي انقلاب حافلتين للنقل السري، كان على متنهما أزيد من 30 تلميذا، والتي كان مسرحا لها، بداية الأسبوع الجاري، المقطع الطرقي الرابط بين جماعة دار الكداري، والجماعة القروية القصيبية، الواقعة بالنفوذ الترابي لإقليم سيدي سليمان، عبَّر من خلاله المكتب الوطني عن قلقه الكبير إزاء تطورات حادثتي السير، اللتين تعرض لهما تلاميذ دواوير جماعة القصيبية، بعد إصابة ما لا يقل عن 31 تلميذا بإصابات وجروح متفاوتة الخطورة، إثر اصطدام وانقلاب حافلات النقل السري «الخطافة»، التي كانت إحداهما تقل ما يناهز 25 تلميذا دفعة واحدة، دون احترام شروط السلامة الصحية والتباعد الجسدي، ودون احترام الإجراءات الاحترازية، مثلما استنكر المكتب الوطني للشبيبة المدرسية ما وصفه بالتغييب الممنهج للحافلات الخاصة بالنقل المدرسي.
وأشار بلاغ المكتب الوطني للشبيبة المدرسية إلى إكراهات تنقل التلاميذ إلى بعض المؤسسات التعليمية النائية، التي تم اختيار مكان إحداثها، تحت الضغط السياسي لجهات نافذة بالإقليم، مطالبا بضرورة فتح تحقيق جاد ومسؤول لمحاسبة المتورطين في فاجعة الحادثتين، وكشف ملابساتهما حتى لا تتكرر أحداث الرعب التي عاشها التلاميذ وذووهم.
وطالبت الشبيبة المدرسية عامل الإقليم عبد المجيد الكياك، بالتدخل الإيجابي لضمان جودة العملية التربوية، وصيانة حقوق المستفيدين من النقل المدرسي، وحمايتهم وصون كرامتهم، مع العمل على الكشف عن مآل جميع الصفقات التي خصصت لاقتناء حافلات النقل المدرسي، الممولة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والكشف، أيضا، عن طرق تدبير أسطول النقل المدرسي بالإقليم، والمطالبة، في السياق ذاته، بافتحاص جدي من طرف الأجهزة الموكول لها ذلك وطنيا، لكل الشركاء في عملية تدبير قطاع النقل المدرسي، وتوضيح المعايير التي تم على أساسها اختيار بعض الجمعيات (العائلية)، التي أنشئت على مقاس الانتماء السياسي لحزب معين يسير دواليب الإقليم، وفق تعبير البلاغ.
إلى ذلك، استنكرت الشبيبة المدرسية لامبالاة المسؤولين إزاء مطلب توفير جو ملائم لإنجاح العملية التربوية بالإقليم، لاسيما في ظل استمرار إغلاق مؤسسات الاستقبال من داخليات ودور الطالب والطالبة، الأمر الذي زاد من عبء التحصيل العلمي، والاستقرار النفسي والعائلي لشريحة واسعة من أبناء الطبقة الفقيرة.
جدير بالذكر أن جريدة «الأخبار» انفردت، في عدد سابق، بإثارة تفاصيل حادثتي انقلاب حافلتين للنقل السري، بمنطقة القصيبية، كان على متنهما أزيد من 30 تلميذا، شهدهما، يوم الاثنين الماضي، المحور الطرقي الرابط بين جماعة دار الكداري وجماعة القصيبية، حيث تسبب انقلاب حافلة النقل السري الأولى، التي كان يقودها سائق لا يتوفر على مأذونية للنقل، في إصابة 25 تلميذا وتلميذة، بجروح متفاوتة الخطورة، تطلبت نقل أزيد من خمس حالات نحو المستشفى الإقليمي بالقنيطرة، في حين تسبب الحادث الثاني، بالجماعة الترابية نفسها، في إصابة ستة تلاميذ إثر اصطدام حافلة للنقل السري كان يقودها سائق في حالة سكر، بسيارة يرجح أنها تعود لتجار مخدرات، في وقت لاذ السائق بالفرار نحو وجهة مجهولة، حيث عرّت، بشكل واضح، فضيحة نقل التلاميذ والتلميذات بالجماعة الترابية القصيبية، عبر حافلات للنقل السري، وتعريض حياتهم للخطر، عن حجم الاختلالات والشبهات التي تحوم حول مصير عشرات سيارات النقل المدرسي التي يجري، كل سنة مالية، اقتناؤها من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بملايين الدراهم، وتم الترويج لعملية توزيعها لفائدة جماعة القصيبية وباقي الجماعات القروية، خلال الأعياد الوطنية، آخرها ما أعلنت عنه عمالة إقليم سيدي سليمان، خلال ذكرى عيد الاستقلال المجيد، حيث قامت السلطات الإقليمية، بناء على الصفقة رقم 07/ م.و.ت.ب/ ع.س.س/2020 ، بتسليم سبع سيارات للنقل المدرسي لفائدة الجمعيات التي تعنى بهذا النشاط، على مستوى جماعات (القصيبية. عامر الشمالية. بومعيز).