بسبب تعرض الأطر لاعتداءات وتخريب مكونات المرفق العمومي
الداخلة: محمد سليماني
قرر الأطباء المتعاقد معهم بعقد تعاون وتفاهم في إطار الشراكة ما بين وزارة الصحة ومجلس جهة الداخلة- وادي الذهب، التوقف عن العمل بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني ابتداء من يوم السبت فاتح يناير الجاري.
وبحسب وثيقة موقعة من قبل هؤلاء الأطباء، والتي توصلت بها المديرة الجهوية للصحة يوم 29 دجنبر المنصرم، فإن توقف هؤلاء الأطباء المتعاقد معهم عن العمل بالجهة، يأتي بعد «خيبات أمل متتالية فاقت السنتين، وبسبب عدم وجود آذان صاغية لما يعانيه سكان الجهة، وما يعانيه العاملون في القطاع الصحي أيضا». وبحسب الوثيقة التي حصلت «الأخبار» على نسخة منها، فإن أهم المشاكل التي دفعت الأطباء إلى اتخاذ هذا القرار، هو «الغياب التام للأمن داخل المستشفى، وتعرض الأطباء لاعتداءات لفظية وجسدية يومية، إضافة إلى تخريب مكونات المرفق العمومي، ثم غياب المعدات الطبية الأساسية لضمان سيرورة العمل بمصلحة المستعجلات التي تعاني من عدة مشاكل تسييرية وتنظيمية، من بيها عدم تفعيل آلية الفرز، إضافة إلى تردي خدمات النظافة والصيانة، وعدم توفر المختبر على أبسط التحاليل الطبية اللازمة لتشخيص المرضى، وخصوصا الحالات الحرجة مما يضع حياتهم في خطر». وفجرت الوثيقة فضيحة من العيار الثقيل في وجه المديرة الجهوية للصحة ومسؤولي المستشفى، ذلك أن مصلحة المستعجلات سجلت «الغياب التام لأطباء وزارة الصحة بالمصلحة، حيث يرمون بثقل العمل على كاهل الأطباء المتعاقدين». ومن بين المشاكل الأخرى التي أفاضت الكأس، ودفعت هذه الفئة من الأطباء إلى توقيف العمل بالمستشفى، هو عدم توفرهم على أبسط الشروط التي يتمتع بها أطباء الوزارة، كعدم توفرهم على تغطية صحية، وعدم تفعيل التأمين عن المسؤولية الجنائية، والتأخر في صرف الأجور كاملة في بعض الأحيان، وعدم توصلهم بمستحقات التقاعد لمدة فاقت السنتين، وغياب التعويض عن الرخص السنوية.
وبحسب المعطيات، فقد سبق لهؤلاء الأطباء، أن شلوا العمل ببعض أقسام المستشفى الجهوي خلال شهر غشت المنصرم، وذلك احتجاجا على عدم صرف رواتبهم لمدة شهرين متتابعين من قبل مجلس الجهة. وقد تفاجأ الأطباء الذين التحقوا بمقر عملهم، بتوقيف تعويضاتهم من قبل مجلس الجهة، لأسباب غير معروفة، رغم أنهم راسلوا إدارة المستشفى، والمندوبية الإقليمية والمديرية الجهوية للصحة منذ يوم 29 يوليوز المنصرم، إلا أنهم لم يتلقوا أي جواب، ولم يتم التفاعل من مراسلاتهم.
واستنادا إلى الوثائق، فإن المديرية الجهوية للصحة تربطها اتفاقية مع مجلس الجهة حول تحسين الخدمات الطبية بالمؤسسات الصحية بالجهة، حيث عهد إلى جمعية أطباء وادي الذهب التي يرأسها مسؤول بقطاع الصحة بالداخلة، بالاتفاق مع بعض الأطباء للعمل بمستعجلات وأقسام المستشفى الجهوي الحسن الثاني بالمدينة. وقد تم توضيح بنود هذا الاتفاق في محضر اجتماع عقد بمقر الكتابة العامة للولاية، بإشراف من الكاتب العام يوم 20 أبريل 2020، وبحضور جميع الأطراف المتدخلة. وبحسب المحضر، فإنه تقرر في الاجتماع ذاته، تعويض الأطباء العاملين بالداخلة بمبلغ شهري صافي قدره 12 ألف درهم، تبعا للاتفاق الأولي، وتعويض الأطباء العاملين ببئر كندوز بمبلغ شهري صافي قدره 15 ألف درهم تبعا للاتفاق الأولي، إضافة إلى تأمين الأطباء في حدود 3000 درهم كأعلى سقف.