شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

الأصدقاء والأعداء

عند المواقف والأزمات، يظهر معدن الدول، وتفرز الاصطفافات الحقيقية بين الصديق والعدو. وهذا ما ينطبق على الاجتماع الجديد للجنة 24 للأمم المتحدة، الذي خصص جزءا من جدول أعماله لتدارس قضية الصحراء المغربية. وخلال الجلسات الماراثونية بنيويورك، أظهرت دول الخليج (السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، الكويت، سلطنة عمان، الأردن…) معدنها الصافي وأكدت مرة أخرى، وبما لا يدع مجالا للشك، أنها بالفعل دول صديقة وشقيقة يستطيع المغرب أن يعتمد عليها في مثل هذه المواقف.

مقالات ذات صلة

وبخلاف ذلك، ظهر في اجتماعات اللجنة 24 محور الشر والعداء، المتمثل في الثلاثي الجزائر وإيران وجنوب إفريقيا، ومن يدور في فلكها، وتبين مرة أخرى أنها دول لا تترك أي مناسبة ديبلوماسية تمر دون القيام بمحاولة فاشلة لطعن المغرب من الخلف، لكن سرعان ما يرتد كيدها إلى نحورها.

لقد حاولت الآلة الديبلوماسية الانفصالية المعطوبة استغلال المحفل الديبلوماسي الأممي لتطويق ما حقّقه المغرب من مكاسِب، في علاقاته الدولية والإفريقية والجهوية، وإرباك دور الأمم المتحدة في الوصول إلى التسوية المنشودة لهذا النزاع المفتعل، من خلال خلْق تكتّل من دول الشر يدافع عن الوهم ويؤيد تقسيم الدول، لكن مرة أخرى يتلقى هذا المحور هزيمة مدوية بعدما وجد في مواجهته قوة الموقف المغربي المدعوم بأصدقائه من دول العالم.

طبعا الآلة الانفصالية لن توقفها الهزائم المتتالية، ولهذا نجد أن رئيس نظام الكابرانات اتجه إلى روسيا لطلب الحماية واستجدائها لضمان التوازن المفقود بين الرباط والجزائر، بسبب نظامها المفلس الذي فقد المصداقية بالعالم العربي، قبل أي جهة أخرى في العالم. فراح يبحث شراء الحماية مقابل ما يدفعه من أموال الشعب لاقتناء السلاح الروسي، وهو ما سيجلب بالتأكيد على النظام الجزائري عداء الدول الغربية وسيعمق من عزلته الإقليمية والدولية.

وما لا يفهمه تبون ونظامه الهجين أن كل هاته المناورات والمغامرات، التي يقوم بها، لن يكون لها أي تأثير في ما يخص موقف روسيا من قضية الصحراء المغربية، بالنظر إلى علاقاتها المتميزة مع المغرب التي يترجمها موقف الحياد الذي اتخذته الرباط إزاء النزاع الأوكراني الروسي، وكل ما يقوم به نظام الكابرانات هو مجرد حركات لديك مذبوح ينتظر أجله السياسي لينهار.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى